×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

 إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]).

أَمَّا قَوْله: «أي قُرْبَةٍ فُعِلَت» فَهَذَا محل نَظَرٍ، لَكِن ما جَاءَ به الدَّلِيل فإنه يُعمَل للميت، وَمَا لَم يَرِدْ به الدَّلِيل فَلاَ يُعمَل لَهُ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ [النجم: 39]، والآية عامة خُصِّصَت بِالحَدِيثِ: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ» ([2])، وَحَدِيث سعد لَمَّا استَفْتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم هَل يَتصَدَّق عَن أُمِّه وَقَد ماتت؟ قَالَ: «نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْ أُمِّكَ» ([3]).

وَكَذَلِكَ الحَجّ عَن المَيِّت كما فِي الحَدِيث: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ قَالَ: «مَنْ شُبْرُمَةُ؟» قَالَ: أَخٌ لِي، أَوْ قَرِيبٌ لِي، قَالَ: «حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ» ([4]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1631).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1631).

([3])أخرجه: البخاري رقم (2756).

([4])أخرجه: أبو داود رقم (1811)، وابن ماجه رقم (2903)، وابن خزيمة رقم (3039).