×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

فما بالك بالذي يُقِيم فِي بَلَد للدراسة أو لعمل طَوِيل ناويًا أن يُقِيم لأجله سنين طويلة فَهَذَا لا يُسَمَّى مُسَافِرًا.

الصُّورَة الرَّابِعَة: «أو ائتَمَّ بمقيمٍ أَتَمَّ» إِذا صَلَّى خلف من يُتم الصَّلاَة، لَزِمَه الإِتْمَام؛ لأن حُكْمَه حُكْمُ الإِمَام لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِْمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ» ([1])، ومن الاِئْتِمَام به إِتْمَام الصَّلاَة تَبَعًا لَهُ، فَلاَ يَقصر خلف إمام يُتِمُّ، ولما سُئِلَ ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما عَن هَذِهِ المَسْأَلَة: لِمَاذَا يُتِم المُسَافِر خلف المقيم؟ قَالَ: «تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم » ([2])؛ ولأن عثمان رضي الله عنه لما أَتَمَّ الصَّلاَة فِي مِنًى أَتَمَّ الصَّحَابَة خَلْفَهُ الصَّلاَة، وهم يَرَوْن القَصْر وَلَكِنَّهُم أَتَمُّوا لأَِنَّهُم تَبَعٌ للإمام، فالذين يَقصرون خَلْفَ مَن يُتِمُّون الصَّلاَة قَد أَخطَأُوا وعليهم قَضَاء الصَّلاَة الَّتِي قَصَرُوها خَلْفَ مَن يُتِمُّ لأَِنَّهُم خَالَفُوا سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.

الإقامات الَّتِي لا تَمنَع القَصْر:

أولاً: «المُسَافِر إن حُبس ظُلْمًا» إِذا حَبَسَه سلطان عَن مواصَلة السَّفَر وَكَانَ حَبْسُه بِغَيْر حَقٍّ، فإنه يَقصُر الصَّلاَة؛ لأنه لم يَنْوِ إِقَامَةً وَإِنَّمَا أُجْبِر عَلَى الإِقَامَة أَمَّا لو حُبِسَ بِحَقٍّ، وَهُوَ يَعلَم أن مُدَّة الحَبْس ستَطُول فإنه يُتِمُّ الصَّلاَةَ لانقطاع السَّفَر.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (722)، ومسلم رقم (414).

([2])أخرجه: أحمد رقم (1862)، والطبراني في الكبير رقم (12895).