ويُعذَر
بِتَرْكِ جمعةٍ وَجَمَاعَةٍ مريضٌ، ومدافِع أَحَد الأَخْبَثَيْنِ ومَن بحضرة
طَعَام يحتاج إِلَيْهِ، وخائف ضيَاع ماله أو موت قريبه أو ضَرَرًا من سلطان أو
مَطَر ونحوه، أو ملازَمة غريم ولا وَفَاء لَهُ، أو فَوْتَ رُفقَتِه ونحوهم.
****
الملائكة، والملائكة تتأذى مِمَّا يتأذى مِنْهُ
الإِنْسَان، فالذي فيه روائح كريهة فإنه يَعمَل عَلَى إزالتها قبل أن يأتي إِلَى
المَسْجِد، وَلِهَذَا يُشرَع الاِغْتِسَال للجمعة، والاغتسال للعيد من أجل
إِزَالَة الروائح الَّتِي تَعْلَقُ بِالإِنْسَانِ، ويُستَحَب لَهُ أن يَتطَيَّبَ
ويَلبَسَ ثِيَابًا نظيفةً؛ لأجل صلاة الجَمَاعَة، وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
أَرْشَدَ إِلَى طَبخِهَا لِتَزُول رائحتها. قَالَ: «فَمَنْ أَكَلَهُمَا فَلْيُمِتْهُمَا
طَبْخًا» ([1])؛ وَكَذَلِكَ مَن
فيه رائحة دخان أو رائحة فِي فَمِهِ بأن يَكُون مصابًا بالبَخر، أو أي شَيْءٍ
مُستَكْرَهٍ فإنه يَعمَل عَلَى إزالته.
الأعذار المسقِطة
لِوُجُوب حضور صلاة الجُمُعَة وَالجَمَاعَة:
لَمَّا كَانَ حضور
صلاة الجمع وَالجَمَاعَة واجبًا عَلَى كل مُسْلِم يَسمَع النداء، بَيَّنَ مَن
يُعذَر بِعَدَمِ الحُضُور، وَهَذَا من أَدِلَّة وُجُوب الحُضُور، وأنه لَيْسَ
مُستَحَبًّا فَقَط كما يَقُول بَعْضهم.
قَوْله: «ويُعذَر
بِتَرْكِ جمعة وَجَمَاعَة» أي: الأعذار الَّتِي تُسقِط الجُمُعَة وَالجَمَاعَة
وَهِيَ:
أولاً: المرض الَّذِي يَشُقُّ مَعَهُ الحُضُور؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد