×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

فَلَمْ يَأْتِهِ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ» قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ، أَوْ مَرَضٌ» ([1])؛ ولأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَرِضَ صَلَّى فِي بَيْته وأَمَرَ أبا بكر أن يُصلِّيَ بِالنَّاسِ ([2]).

ثَانِيًا: «ومدافِعُ أَحَد الأَخْبَثَيْنِ» أي الَّذِي يحاوِل مَنْعَ خُرُوج الأَخْبَثَيْنِ، والأخبثان هُمَا البَوْل أو الغَائِط؛ لأن مُدافَعَتَهُما تُذهِب عَنْهُ الخُشُوع، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ صَلاَةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلاَ هُوَ يُدَافِعُهُ الأَْخْبَثَانِ» ([3]).

ثَالِثًا: «ومن بحضرة طَعَام يحتاج إِلَيْهِ» أي ويُعذر إِذا حَضَرَ الطَّعَام وَهُوَ يشتهيه فإنه يَأْخُذ نهمته مِنْهُ لِيَذهَبَ إِلَى الصَّلاَة وَهُوَ فارغُ البال، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ صَلاَةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ»، وَقَالَ: «إِذَا قُدِّمَ الْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلاَةَ الْمَغْرِبِ، وَلاَ تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُمْ» ([4]).

رابعًا: «وخائف ضيَاع ماله» وَكَذَلِكَ يُعذَر فِي تَرْكِ الجُمُعَة وَالجَمَاعَة الخَائِف، من العَدُوِّ؛ والحارس الَّذِي يَحفَظ ما يخاف عَلَيْهِ فإنه يُصَلِّي فِي مَكَان الحِرَاسَة.

خامسًا: «يُعْذَر بِتَرْك الجُمُعَة وَالجَمَاعَة خائف موت قريبه» أو ممرِّض لمريض يحتاج إِلَى بقائه عِنْدَهُ.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (551)، وابن ماجه رقم (793)، والحاكم رقم (896).

([2])أخرجه: البخاري رقم (678)، ومسلم رقم (420).

([3])أخرجه: مسلم رقم (560).

([4])أخرجه: البخاري رقم (672)، ومسلم رقم (557).