×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

ما يُستَحَب يَوْم الجُمُعَة:

أولاً: «وقراءة الكَهْفِِ فِي يَوْمهَا وليلتها» أي يُستَحَب قراءة سُورَة «الكَهْف» فِي ليلتها أو فِي يَوْمهَا لورود آثَار وَأَحَادِيث فِي هَذَا، وإن لَمْ تَكُن قوية وَلَكِن يعضد بَعْضهَا بَعْضًا، مِنْهَا «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» ([1])، وفِي الحَدِيث الآخر: «مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا ثُمَّ خَرَجَ الدَّجَّالُ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ» ([2]).

ثَانِيًا: «وكثرةُ دُعَاء» أي تُستحَب كثرة الدُّعَاء فِي يَوْم الجُمُعَة؛ لأن يَوْم الجُمُعَة فيه سَاعَة لا يوافقها عبدٌ مُسْلِمٌ يَسأل الله إلا أَعْطَاهُ، وتسمى سَاعَة الإِجَابَة، وَلَكِنَّهَا خفية لا تُعْلَم فِي أي جزئيات اليَوْم؛ لأجل أن يجتهد المسلم بِالدُّعَاءِ فِي كلِّ اليَوْم، ويصادف هَذِهِ السَّاعَة، وأَحْرَى ما تَكُون سَاعَة الإِجَابَة بعد العَصْر، وَهَذَا ما ذَهَب إِلَيْهِ الإِمَام أَحْمَد رضي الله عنه، وَقِيلَ: إنها من جلوس الإِمَام عَلَى المنبر إِلَى أن تُقضَى الصَّلاَة، وَهُنَاكَ أَقْوَال كَثِيرَة فِيهَا ربما تزيد عَلَى أَرْبَعِينَ قَوْلاً ذَكَرَهَا الحَافِظ ابْن حجر رضي الله عنه فِي «فَتْحِ البَارِي».

ثَالِثًا: «وصلاةٌ عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم » أي: يُستَحَب الإِكْثَار من الصَّلاَة عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْم الجُمُعَة وليلتها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِذَلِكَ ([3]) قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» ([4]).


الشرح

([1])أخرجه: الحاكم رقم (3392)، والبيهقي رقم (5996).

([2])أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10722)، والحاكم رقم (2072).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (1047)، والنسائي رقم (1374)، وأحمد رقم (16162).

([4])أخرجه: مسلم رقم (408).