رابعًا: «وغُسلٌ» أي يُستَحَب
الغُسْل ليَوْم الجُمُعَة، وعند الذَّهَاب إِلَى الجُمُعَة أفضل، فَهُوَ مَشْرُوعٌ
بِالإِجْمَاعِ، لَكِن اخْتَلَفُوا هَل هُوَ واجب أو مستحَب؟
الجُمْهُور عَلَى
أنه مُستَحَبٌّ وَلَيْسَ واجبًا بِدَلِيل قَوْله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَهُوَ
أَفْضَلُ» ([1]). وذَهَبَ طائفة من
العُلَمَاء إِلَى أنه واجب لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «غُسْلُ الْجُمُعَةِ
وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» ([2])، إلا أن الجُمْهُور
يَقُولُونَ: مَعْنى الوُجُوب فِي الحَدِيث التأكد، وَلَيْسَ مَعْنَاه الإلزام،
بِدَلِيل: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ
اغْتَسَلَ فَهُوَ أَفْضَلُ» فَهَذَا الحَدِيث يفسِّر حَدِيث: «غُسْلُ
الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ...».
وذَكَرَ ابْنُ
القَيِّمِ رضي الله عنه قَوْلاً ثَالِثًا: فِي أن من كَانَ به أوساخ
وروائح كريهة فالغُسل واجب فِي حَقِّهِ لإزالتها عِنْدَ الذِّهَاب لصلاة
الجُمُعَة، وَأَمَّا من كَانَ سليمًا وَلَيْسَ فيه روائح فالغُسل مستحَبٌّ،
وَهَذَا قَوْلٌ وَجِيهٌ.
خامسًا: «تنظُّفٌ، وتطيُّبٌ» تنظُّفٌ فِي جسمه وثيابه؛ لأن هَذَا موسم عَظِيم ومَجمَع عَظِيم وَعِيدُ الأسبوع، فكما يتزين لعيد الفِطْر وعيد الأَضْحَى يتزين للجمعة؛ لأَِنَّهَا عِيدُ الأسبوع، فيَتجَمَّل بأجمل ثِيَابه ويَتطَيَّب، ويزيل عَنْهُ الرَّائِحَة الكريهة احتفاءً بِهَذَا اليَوْم العَظِيم.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (354)، والترمذي رقم (497)، وأحمد رقم (20174).
الصفحة 2 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد