ويتأكد عِنْدَ صلاة وَنَحْوهَا وتغيُّر فم ونحوه. وسُنَّ بداءة بالأيمن
فيه، وفي طُهْرٍ وَشَأْنه كله،
****
وَقَوْله: «ويتأكد عِنْدَ صلاة
وَنَحْوهَا»: أي: يتأكد الاستياك فِي أَحْوَال:
الحَالَة الأُولَى: عِنْدَ الوُضُوء؛
لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ
وُضُوءٍ» ([1]) فيستاك قبل
المَضْمَضَة.
الحَالَة
الثَّانِيَة: «عِنْدَ صلاة»؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم فِي رِوَايَة: «لَأَمَرْتُهُمْ
بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ» ([2])، فيتأكد عِنْدَمَا
يُرِيد الدُّخُول فِي الصَّلاَة؛ لأنه سيقرأ القُرْآن، فينظِّف فمه للقرآن؛ ولأن
الملائكة تَحضُر المصلي.
الحَالَة
الثَّالِثَة فِي قَوْله: «وتغيُّر فم ونحوه»: أي عِنْدَمَا يُحِس برائحة
كريهة من فمه، فإنه يستاك لأجل إزالتها، وتغيُّر الفم يحصل إِمَّا بالنوم، وَكَانَ
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِذا استيقَظَ من نومه أَوَّل شَيْء يبْدَأ بالسواك ([3])، أو يَحصُل
التغيُّر بِأَكْل طَعَام، أو يَحصُل التغيُّر بطول السُّكُوت، فَإِذَا تغيَّرَت
رائحة الفم فينبغي أن يزيلها بالسواك.
صِفَة التسوك:
قَوْله: «وسُن بداءة بالأيمن فيه» أي: يُمسِك المسواك بِيَدِهِ اليسرى؛ لأن السِّوَاك إِزَالَة أَذى، فيَستَعمِل اليسرى عَلَى القَاعِدَة أن اليسرى تُستَعمَل فِيمَا من شَأْنه التنظيف وإزالة الأَذَى، ويبدأ بالجانب الأَيْمَن من أسنانه، فيستاك عرضًا؛ لأنه عبَادَة وَالعِبَادَة تُبدأ باليمين.
([1])أخرجه: البخاري (3/ 31) تعليقًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد