×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

وتَعزِيَةُ المصاب بالميت سُنَّةٌ، ويجوز البكاء عَلَيْهِ، وحَرُمَ نَدْبٌ، ونِياحَةٌ، وشَقُّ ثَوْبٍ، ولَطْمُ خَدٍّ ونحوه.

****

إلا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ لأنه عَلِمَ أَنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ، وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ مَن يُعَذَّب مِمَّن لا يُعَذَّبُ.

مشروعية تسليم المارِّ عَلَى القبور:

ويُسَنُّ: «قَوْل زائرٍ ومارٍّ به: السَّلاَم عَلَيْكُم» إِذا مَرَّ بالقبور يُسلِّم عَلَيْهِمْ، ويَدْعُو لَهُم، كما كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ.

ويقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا، وَالْمُسْتَأْخِرِينَ» ([1]).

«أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» ([2])، وَكَذَلِكَ: «اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ» ([3])، كما وَرَدَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فينبغي للمسلم أن يَفْعَلَهُ إِذا مَرَّ بِالقُبُورِ.

مشروعية التَّعْزِيَة:

قَوْله: «وتعزية المصاب بالميت سُنَّةٌ» التَّعْزِيَة: وَهِيَ أن يَدْعُو لِلْحَيِّ بِالأَجْرِ والثواب وللميِّتِ بالمغفرة، فيقول: أَحْسَنَ اللهُ عَزَاءَكَ، وجَبَرَ اللهُ مُصِيبَتَكَ، وغَفَرَ لِمَيِّتِكَ، أَمَّا أنها تُعمَل الحفلات والسرادقات وقراءة القُرْآن وَاسْتِئْجَار مُقرِئِينَ، فكلُّ هَذَا من البِدَع والتكاليف الَّتِي ما أَنْزَلَ اللهُ بها مِن سلطان، والتعزية مشروعةٌ بدون اجْتِمَاعٍ، وصنعة طَعَام مِنْ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (974).

([2])أخرجه: مسلم رقم (975).

([3])أخرجه: ابن ماجه رقم (1546)، وأحمد رقم (24425).