ثُمَّ
يَقُول: «سبحانك اللهم، وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثُمَّ
يستعيذ، ثُمَّ يبسمل «سرًّا»، ثُمَّ يقرأ الفَاتِحَة مرتَّبة متوالية، وَفِيهَا
إِحْدَى عَشَرَة تشديدة، وَإِذَا فَرَغَ قَالَ: «آمين»، يَجهَر بها إمام ومأموم
معًا فِي جهرية وغيرهما فِيمَا يُجهَر فيه.
****
والحكمة من كَوْنه
يَقبِض يَدَيْهِ عَلَى صَدرِهِ أو تَحْتَ سُرَّتِهِ ويَنظُر إِلَى مَوْضِع
سُجُوده، الحِكْمَة من ذَلِكَ إظهار الذُّلِّ والخضوع بَين يدي الله عز وجل،
وإظهار الضَّعْف، والاستسلام لله عز وجل.
دُعَاء
الاِسْتِفْتَاح فِي الصَّلاَة:
الاستفتاحات الواردة
عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مُتَنَوِّعَة، وَلَكِن أشهَرُها: «سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلاَ إِلَهَ
غَيْرُكَ» ([1]) وإن استَفتَحَ
بغيره مِمَّا وَرَدَ عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَلاَ بَأْسَ.
قَوْله: «ثُمَّ يستعيذُ»
أي: بعد الاِسْتِفْتَاح يَقُول: أعوذ بالله من الشَّيْطَان الرَّجِيم. لِيَطرُدَ
الشَّيْطَانَ فَلاَ يُشَوِّش عَلَيْهِ صلاته.
قَوْله: «ثُمَّ
يُبَسْمِل» أي: بعد الاِسْتِعَاذَة يَقُول: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن الرَّحِيم
سرًّا، ولا يَرفَع بها صوته؛ لأَِنَّهَا لَيْسَت من الفَاتِحَة.
قَوْله: «ثُمَّ يَقرأ الفَاتِحَة» هَذَا هُوَ الرُّكْن الثَّالِث من أَرْكَان الصَّلاَة، وَهُوَ قراءة الفَاتِحَة؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» ([2])، والفاتحة هِيَ أعظم سُورَة فِي القُرْآن، وَهِيَ أم القُرْآن، وَهِيَ السّبع المثاني،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (776)، والترمذي رقم (243)، وابن ماجه رقم (806).
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد