×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

وسُنَّ تكفين رَجُل فِي ثَلاَث لفائف بيضٍ بعد تبخيرها، ويُجعَل الحَنُوط فِيمَا بينها، ومنه بقطن بَين ألييه، والباقي عَلَى منافذ وَجْهِهِ ومواضع سُجُوده، ثُمَّ يُرَدُّ طَرَفَ العُلْيَا من الجَانِب الأَيْسَر عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَن، ثُمَّ الأَيْمَن عَلَى الأَيْسَر، ثُمَّ الثَّانِيَة والثالثة كَذَلِكَ، ويُجعَل أَكْثَر الفاضل عِنْدَ رأسه، وسُنَّ لامرأة خمسة أَثْوَاب: إِزَار وخمار وقميص ولفافتان، وصغيرة قميص ولفافتان، والواجب ثَوْب يَستُر جَمِيع المَيِّت.

****

ويَمسَح بهما وَجْهَ المَيِّت وكَفَّيْهِ لِقَوْلِهِ سبحانه وتعالى: {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16] ؛ ولقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا [النساء: 43]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ» ([1])، فالله عز وجل جَعَلَ الصَّعِيد الطَّاهِر يقوم مقام المَاء عِنْدَ عَدَم المَاء أو العَجْز عَن استعماله، وَهَذَا يَعُمُّ الحَيَّ وَالمَيِّتَ.

ما يُكفَّن به الرَّجُل وصفة التكفين:

قَوْله: «وسُن تكفين رَجُلٍ فِي ثَلاَث لفائف بيضٍ بعد تبخيرها» المَيِّت إمَّا أن يَكُون كَبِيرًا رَجُلاً أو امرأةً وَإمَّا أن يَكُون صغيرًا.

أولاً: إن كَانَ كَبِيرًا رجلاً فإنه يُكَفَّن بِثَلاَث لفائف، كل وَاحِدَة فَوْقَ الأُخْرَى، والسُّنَّة أن تَكُون من اللون الأَبْيَض؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ؛ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» ([2])؛


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (333)، والترمذي رقم (124)، وأحمد رقم (21371).

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3878)، والترمذي رقم (994)، وأحمد رقم (2219).