المياه
ثَلاَثَة: الأَوَّل: طَهورٌ، وَهُوَ البَاقِي عَلَى خِلقَتِهِ
****
القِسْم الثَّانِي: الطَّهَارَة
الحِسِّية وَهِيَ المَذْكُورَة هُنَا، وَهِيَ رَفْعُ الحَدَث وَمَا فِي مَعْنَاه
وزوال الخبث، وَالحَدَث مَعْنى يقوم بِالبَدَنِ يَمنَع من صِحَّة الصَّلاَة
وَنَحْوهَا، ورَفعُه يَكُون بالوضوء أو بِالاِغْتِسَالِ، وَمَا فِي مَعْنى الحَدَث
كغَسْلِ يَدَيِ القَائِم من نَوْمِ اللَّيْل. وزوال الخبث - وَهُوَ النَّجَاسَة -
يَكُون بالغسل بالماء، وَالصَّلاَة يُشتَرَط لها كل أنواع الطَّهَارَة:
الطَّهَارَة المعنوية، والطهارة الحسية.
قَوْله: «كِتَاب
الطَّهَارَة» الكتاب: مصدر «كَتَبَ»، والكَتْب فِي اللُّغَة:
الجَمْعُ، ومنه الكتيبة فِي العَسْكَر لاجتماعها، فالكَتْبُ فِي اللُّغَة:
الجَمْعُ، وسُمِّيَت الكِتَابَةُ بالخَطِّ كِتَابَةً؛ لأَِنَّهَا تَجْمَعُ
الحُرُوفَ.
وَأَمَّا الكِتاب
فِي الاِصْطِلاَح: فَهُوَ ما يَجمَعُ أبوابًا وفصولاً ومسائلَ.
قَوْله: «المياه
ثَلاَثَة»، لَمَّا كَانَت الطَّهَارَة تَحصُلُ بأحد شيئين: إِمَّا المَاء، وَإِمَّا
التَّيَمُّم عِنْدَ عَدَمِهِ، بدأ بالماء؛ لأنه الأَصْل، والتيمم بدلٌ عَن المَاء،
فَقَوْله: «المياه ثَلاَثَة»، كيف قَوْله: «المياه» مَعَ أن المَاء
اسم الجِنْس، واسم الجِنْس لا يُجمَع، فلماذا قَوْله: «المياه»؟ جَمَعَهُ
نَظَرًا لِتَنَوُّع المَاء حُكْمًا إِلَى: طَهُورٍ وإلى طَاهِرٍ وإلى نَجِسٍ،
فَهُوَ جَمَعَهُ بِاعْتِبَارِ أنواعه.
وَهِيَ ثَلاَثَة
أَقْسَام بالاستقراء:
القِسْم الأَوَّل: الطَّهُور، بفتح
الطاء.
القِسْم الثَّانِي: الطَّاهِر.
القِسْم الثَّالِث: النَّجِس.
هَذَا إجمالها عِنْدَ الجُمْهُور.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد