فصلاة الجُمُعَة
أَمْرُهَا عَظِيم، من النَّاس من يَحضر لها فِي حالة كسلٍ وفتورٍ، ولا يأتون إلا
متأخرين بِحَيْثُ تفوتهم الخطْبَة، أو يفوتهم أَوَّل الصَّلاَة، أو تفوتهم
الصَّلاَة كلها، فالجمعة صلاة عَظِيمَة يُبَكَّر لها، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ
اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا
قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا
قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا
قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ،
فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ،
فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِْمَامُ حَضَرَتِ
الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» ([1]) ومن جَاءَ بعد
السَّاعَة الخَامِسَة فإنه لا يحصل عَلَى هَذِهِ الفضيلة، ولا يَكُون لَهُ
قُرْبَانٌ، ولو أَدْرَكَ الصَّلاَةَ فإنه يفوته الفضل، لَكِن تَسقُط عَنْهُ
الفريضة.
شُرُوط وُجُوب
الجُمُعَة وشروط الصِّحَّة:
شُرُوط صلاة
الجُمُعَة عَلَى نوعين شُرُوط وُجُوب وشروط صِحَّة:
أولاً: شُرُوط
الوُجُوب:
الشَّرْط الأَوَّل:
«تَلزَمُ الجُمُعَةُ كلَّ مُسْلِم»؛ لأن الإِسْلاَم شرطٌ لصحة كل العِبَادَات.
الشَّرْط الثَّانِي: «مُكَلَّف» فَلاَ تَلزَم الصَّغِيرَ، وَكَذَلِكَ المَجْنُون؛ لأَِنَّهُمَا غير مُكلَّفَين.
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد