وسُنَّ استجمارٌ ثُمَّ استنجاءٌ بماءٍ،
ويجوز الاِقْتِصَار عَلَى أَحَدهمَا، لَكِن المَاء أَفضَلُ حِينَئِذٍ،
****
أَمَّا أنه يَرحَل
ويَترُك المَكَان ملوَّثًا قَد أَفسَدَه، فَعَلَيْهِ الإِثْم الشَّدِيد فِي ذَلِكَ؛
وَلِذَلِكَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ»، الملاعن:
يَعْنِي المَوَاضِع الَّتِي يُلعَن مَن أَفسَدَها عَلَى النَّاس؛ لأنه يَستَحِق
اللعنة وَالعِيَاذُ بالله، وَهَذَا شَيْءٌ يَغفَل عَنْهُ كَثِير من النَّاس،
وَالكُفَّار مؤدَّبون فِي هَذِهِ الأُمُور، ويحترمونها ويَعتَنُون بها، أَمَّا
المُسْلِمُونَ فَلاَ يبالون بها ويُفسِدونها، وَكَأَنَّ هَذِهِ لن يحتاجها أَحَد
مِنْ بَعْدهم، وَهَذَا يتنافى مَعَ آدَاب الإِسْلاَم، الوَاجِب أن نكون نَحْنُ
القدوة فِي أَخْلاَقنَا وفي آدابنا وفي العناية بمرافقنا، وبيئاتنا؛ لأن شَرْعَنا
يَحُثُّنا عَلَى ذَلِكَ، فالواجب عَلَى المسؤولين وَعَلَى عموم النَّاس، أن
يتنبهوا لهذه الأُمُور؛ لأن إفساده فيه إثْم عَظِيم، وَفِيهِ وعيد، ومن ذَلِكَ
الكِتَابَة عَلَى جدرانها بكتابات قذرة وكتابات قبيحة، فَهَذَا مِمَّا يُشَوِّه
الإِسْلاَمَ، ومما يَجعَل المُسْلِمِينَ منتَقَصِين فِي أنظار أعدائهم، وَهَذَا
أمرٌ يَجِب عَلَى المسؤولين أن يهتموا به، وأن يعاقِبوا مَن يُخالِفُه.
أَحْكَام
الاِسْتِجْمَار:
قَوْله: «وسُنَّ
استجمارٌ ثُمَّ استنجاءٌ بماءٍ» إِذا فرغ من قَضَاء حاجته من بولٍ أو غائطٍ
فَلاَ يَترُك الأَثَر عَلَى المَخرَج؛ لأنه نجاسة، بل عَلَيْهِ أن يُزِيلَه،
إِمَّا بماء وَهُوَ ما يُسَمَّى بالاستنجاء، وَإِمَّا بالحجارة، وَهُوَ ما
يُسَمَّى بالاستجمار، مَسْحُ المحل بالحجارة المُنَقِّيَة حَتَّى يَذهَب أَثَر
النَّجَاسَة، حَتَّى ولو كَانَ لا يُرِيد الصَّلاَة فَلاَ يَترُك أَثَر
النَّجَاسَة عَلَى شَيْء من جسمه، بل يبادِر بإزالة الأَثَر باستنجاء أو استجمار،
أو جَمْعٍ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد