فصل
وصلاة
العِيدَيْنِ فرض كفايةٍ، ووقتها كصلاة الضُّحَى وَآخِره الزَّوَال، فإن لم يُعلَم
بالعيد إلا بعده صلوا من الغَد قَضَاء، وشُرِطَ لِوُجُوبِهَا شُرُوط جمعةٍ،
ولصحتها استيطانٌ، وعَدَدُ الجُمُعَة، لَكِن يُسنُّ لمن فاتته أو بَعْضُهَا أن
يقضيها، وَعَلَى صِفَتهَا أفضل، وتُسن فِي صَحْرَاء، وتأخير صلاة فطرٍ، وأكلٌ
قبلها، وتقديم أضحى، وتركُ أكلٍ قبلها لِمُضَحٍّ.
****
بَيَان أَحْكَام صلاة العِيدَيْنِ:
قَوْله: «وصلاة العِيدَيْنِ فرض كفايةٍ» العِيدَان: تثنية عيد، والمراد بالعيد: ما يعود ويتكرر من الزَّمَان وَالمَكَان، وَكَانَ النَّاس من عرب وعجم لَهُم أعياد تُكرَّر فِي السَّنة، كل قوم لَهُم عيد، ومن ذَلِكَ أن أهل المَدِينَة كَانَ لَهُم يَوْمَانِ فِي الجَاهِلِيَّة، يلعبون فِيهِمَا، والإسلام جَاءَ بمخالفة الجَاهِلِيَّة، وبمخالفة اليهود والنصارى، وبمخالفة العَجم ليتميز الإِسْلاَم عَن غَيره بشرائعه وَأَحْكَامه، فَلاَ يختلط هَذَا بِهَذَا، وَلِذَلِكَ لما هَاجَر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَة وَلَهُم عيدان فِي جاهليتهم، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَْضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ» ([1]) فَصَارَت أعياد الإِسْلاَم مخالِفة لأعياد غير المُسْلِمِينَ، وهذان العِيدَان الإسلاميان يأتيان بمناسبة أَدَاء عبَادَة عَظِيمَة، فعيد الفِطْر يأتي بعد أَدَاء
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد