قَوْله: «فوقت الظُّهْر من الزَّوَال» أي: زَوَال الشَّمْس؛ لأن
الشَّمْس إِذا طَلَعَت يَكُون الظِّلُّ مرتَفِعًا من جِهَة المَغْرِب، ثُمَّ
يَنخَفِض شَيْئًا فشيئًا، حَتَّى تَكُون الشَّمْس فَوْقَ الرؤوس، فينقبض الظِّلُّ،
فَإِذَا زَالَت الشَّمْس إِلَى الغَرْب دَخَلَ وقت الظُّهْر، وعلامة الزَّوَال
بروز الظل من جِهَة الشَّرْق، قَالَ عز وجل: ﴿أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ﴾ [الإسراء: 78] أي لِزَوَال
الشَّمْس، واللام هُنَا لام توقيت.
قَوْله: «حَتَّى يتساوى
منتصِبٌ وفَيؤُه» يَعْنِي: يَستمر وقت الظُّهْر حَتَّى يتساوى الظِّلُّ
والشاخِصُ، وَهُوَ أي شَيْء مُرتَفِع إِذا تَسَاوَى هُوَ وَظِلُّهُ، انتهى وَقْتُ
الظُّهْر ودَخَلَ وَقْتُ العَصْرِ.
قَوْله: «سوى ظِلِّ
الزَّوَال» ظِلُّ الزَّوَال سَبَبُهُ مَيْلُ الشَّمْس عَن الرؤوس شَمالاً
وجنوبًا، فيُلغَى هَذَا الظِّلُّ اليَسِير ويُعتَبَر البَاقِي بعده، فَإِذَا تساوى
هُوَ والشاخص، فقد انتهى وقت الظُّهْر، ودَخَلَ وقت العَصْرِ.
قَوْله: «ويليه المختار
للعصر» أي: يَلِي انتهاء وقت الظُّهْر دُخُول وقت العَصْر، وَهُوَ ينقسم إِلَى
قِسْمَيْنِ:
وقت اخْتِيَار،
ويَمتَدُّ إِلَى اصفرار الشَّمْس.
ثُمَّ وقت ضَرُورَة،
ويَمتَدُّ إِلَى الغُرُوب.
قَوْله: «حَتَّى يصير
ظِلُّ كل شَيْء مِثْلَيْهِ سوى ظِلِّ الزَّوَال» أي: يمتد وقت الاِخْتِيَار
حَتَّى يصير ظِلُّ الشاخص مِثْلَيْهِ.
«ويليه المَغْرِب حَتَّى يغيب الشَّفَق الأَحْمَر» أي: يبْدَأ وقت المَغْرِب بغروب الشَّمْس ويستمر إِلَى دُخُول وقت العشَاء، ويُعرَف دُخُول وقت العشَاء بمغيب الشَّفَق الأَحْمَر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد