وسُنَّ
لَهُ التَّخْفِيف مَعَ الإِتْمَام، وتطويل الأُولَى عَلَى الثَّانِيَة، وانتظار دَاخِلٍ
ما لم يَشُقَّ.
****
قَوْله: «لَكِن يُسَن أن
يَقرأ فِي سكتاته» هَذَا عَوْدٌ عَلَى المَسْأَلَة الأُولَى مِمَّا يتحمله
الإِمَام فيَسقُط عَن المَأْمُوم قراءة الفَاتِحَة، ويبقى الاِسْتِحْبَاب، فيقرؤها
فِي سكتات الإِمَام، وفي حالة كَوْنه لا يَسمَعُه، فيقرأ المَأْمُوم فِي ثَلاَث
حالات:
أولاً: فِي سكتات
الإِمَام.
ثَانِيًا: فِي الصَّلاَة
السّريَّة: الظّهْر والعصر.
ثَالِثًا: «إِذَا لَمْ
يَسمَعه لِبُعد لا طَرَشٍ» يَعْنِي: إِذَا لَمْ يَسمَع الإِمَامَ لِبُعد،
وَلَيْسَ المانع من سماعه أن يَكُون أَطْرَشَ يَعْنِي: فاقدًا للسمع.
بَيَان ما يُسَنُّ
للإمام فِعلُه:
أولاً: «وسُنَّ لَهُ»
أي الإِمَام «التَّخْفِيف» أي: تخفيف الصَّلاَة لمراعاة من وراءه.
وَقَوْله: «مَعَ الإِتْمَام» أي: مَعَ إِتْمَام الصَّلاَة، فَلاَ يَكُون تَخْفِيفًا مُخِلًّا بالصلاة، ولا يَكُون تطويلاً شاقًّا عَلَى المأمومين، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» ([1]) فالإمام يراعي أَحْوَال المأمومين، قَد قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «وَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ» ([2]) فالإمام يَنظُر إِلَى أَضعَفِ
([1])أخرجه: البخاري رقم (703)، ومسلم رقم (467).
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد