×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

وَاسْتِسْقَاء إِذا أَجْدَبَت الأَرْضُ، وقُحِطَ المَطَرُ.

****

صلاة الاِسْتِسْقَاء وصِفَتُها:

قَوْله: «وَاسْتِسْقَاء إِذا أَجْدَبَت الأَرْض وقُحِط المَطَرُ» الاِسْتِسْقَاء: هُوَ طَلَبُ السُّقْيَا عِنْدَ الحَاجَة إِلَى المَاء، والمراد به هُنَا: طَلَبُ إنزال المطر من الله سبحانه وتعالى إِذا قَلَتِّ المياهُ وَأَجْدَبَتِ الأَرْضُ وَالنَّاس بِحَاجَة إِلَى المطر لشرابهم، وبحاجة إِلَى المطر لسقي أشجارهم وحروثهم، وبحاجة إِلَى المطرِ لسقي مواشيهم، وبحاجة إِلَى المطر لإنبات العُشْب والكلأ وللمراعي، فَلاَ يستغنون عَن المطر؛ وَلِهَذَا قَالَ عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا ٤٨ لِّنُحۡـِۧيَ بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗا وَنُسۡقِيَهُۥ مِمَّا خَلَقۡنَآ أَنۡعَٰمٗا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرٗ ٤٩ وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗ [الفرقان: 48- 50]، ولا يَقدِر عَلَى إنزال المطر إلا الله عز وجل هُوَ الَّذِي يُنْزِله، وَهُوَ الَّذِي يَحبِسُه، وَهُوَ الَّذِي يَسُوقُه حَيْثُ يشاء عز وجل: ﴿وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ [فاطر: 9]، وَقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ [الفرقان: 50]، فَلاَ يَقدِر عَلَى ذَلِكَ إلا الله، قَالَ الله عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ [الشورى: 28]، وَقَالَ عز وجل: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلۡمَآءَ ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ ٦٨ ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُون [الواقعة: 68، 69]، فالعباد بِحَاجَة إِلَى الله عز وجل فِي كل شَيْء، وفي المطر خَاصَّة؛ لأنه تَتَعَلَّق به حياتهم وحياة أَرْضهم، وحياة مواشيهم.

وَالاِسْتِسْقَاء سُنَّةٌ نبويَّةٌ، وَقَد اسْتَسْقَى موسى عليه السلام لقومه، واسْتَسْقَى سُلَيْمَان، فعَن أبي الصِّدِّيق الناجي، «أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ خَرَجَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي، فَمَرَّ عَلَى نَمْلَةٍ مُسْتَلْقِيَةٍ عَلَى قَفَاهَا رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا إِلَى السَّمَاءِ


الشرح