ويَقنُت
بعد الرُّكُوع ندبًا، فيقول: «اللهم اهدني فِي مَن هَدَيْتَ، وعافني فِي مَن
عافيْتَ، وتوَلَّنِي فِي من تَوَلَّيْتَ، وبارِكْ لي فِيمَا أَعطَيْتَ، وَقِنِي
شَرَّ ما قَضَيْتَ، إنك تَقضِي ولا يُقضَى عَلَيْكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن
وَالَيْتَ، ولا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تبارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، اللهم
إنا نعوذ برضاكَ مِن سُخطِك، وبعفوك من عقوبتكَ، وبكَ مِنْكَ، لا نُحصِي ثَنَاءً
عَلَيْكَ، أَنْتَ كما أَثْنَيْتَ عَلَى نفسِكَ»، ثُمَّ يُصلي عَلَى النَّبِيّ،
ويُؤَمِّن مأمومٌ، ويَجمَعُ إمامٌ الضميرَ ويَمسَح الدَّاعِي وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ
مُطْلَقًا.
****
قَوْله: «ويَقنُت بعد
الرُّكُوع ندبًا» أي يُستَحَب القنوت وَهُوَ الدُّعَاء، ويكون بعد الرُّكُوع.
دُعَاء القنوت:
قَوْله: «فيقول: اللهم
اهْدِنِي فِي من هَدَيتَ» وَهُوَ الدُّعَاء الوَارِد عَن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم، الَّذِي عَلَّمَهُ لِلحَسَن بْن عَلِيٍّ رضي الله عنهما: «اللَّهُمَّ
اهْدِنِي فِي مَنْ هَدَيْتَ» ([1])، فَإِذَا حَفِظَه
المسلمُ وَأَتَى به فَهُوَ كافٍ وجامِعٌ، فَإِذَا أَتَى بِهَذَا الدُّعَاء، إمامًا
كَانَ أو مُنْفَرِدًا فَهُوَ يكفي، أَمَّا التَّطْوِيل فِي الدُّعَاء والتكَلُّفات
والنحيب والنشيج، وتطويل القنوت، فَهَذَا غير مَشْرُوع ويَشُقُّ عَلَى النَّاس.
قَوْله: «ثُمَّ يُصلِّي عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم » أي: يَختِم دُعَاء القنوت بالصلاة عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ؛ لأن هَذَا من أسباب قَبُول الدُّعَاء أن يصلي عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي آخره.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد