ولماذا نخاف؟ يَظُنُّ أن الرَّسُول إِنَّمَا
شَرَعَهُ؛ لأنه لا يَعرِف الحِسَابَ ولا يَدْرِي أن خسوف الشَّمْس والقمر يُدْرَك
بالحساب، وَهَذَا تجهيل لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فالعبرة لَيْسَت بمعرفته
بالحساب وَإِنَّمَا العِبْرَة بِكَوْن ذَلِكَ آيةً من آيات الله، فَهَذِهِ هِيَ
الحِكْمَة من صلاة الكسوف، ولا تَعَارُضَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ كَوْن هَذَا يُدْرَك
بالحساب، وَكَانَ السَّلَف يَعرِفُون الحِسَابَ أَدَقَّ من مَعْرِفَة هَؤُلاَءِ
وَمَا كَانُوا يَذكُرُونَه لِلنَّاسِ قبل وُقُوعه، ولا يتبجحون بمعرفة وَقتِهِ؛
لأن هَذَا يُقلِّل من هَيْبَته عِنْدَ العَوام.
كَيْفِيَّة صلاة
الكسوف:
قَالَ: «وتُسَن صلاةُ كُسوفٍ ركعتينِ» صلاة الكسوف ركعتان بِالإِجْمَاعِ، كلُّ ركعة فِيهَا رُكُوع واحد أو ركوعان، أو ثَلاَثَة ركوعات، أو أَرْبَعة ركوعات، أو خمسة ركوعات، كل صِفَة من هَذِهِ الصِّفَات وَرَدَت بها الأَدِلَّة، فكيفما صُلِّيَتْ أَجْزَأَت عَلَى حسب الرِّوَايَات، وَلَكِن أرجحها أنها ركعتان بِأَرْبَعة ركوعات، كل ركعة فِيهَا ركوعان؛ وَلِهَذَا قَالَ: «كلُّ ركعةٍ بقيامين وركوعين» فيكبِّر تكبيرة الإِحْرَام ويَستفتح، ثُمَّ يَقرأ الفَاتِحَة، ثُمَّ يَقرأ بعدها بِسُورَة طويلة بِقَدْرِ سُورَة البَقَرَة، ثُمَّ يَركع ركوعًا طَوِيلاً من قيامه، ثُمَّ يَرفع رأسه ويقول: «سَمِعَ الله لمن حَمِدَه، ربنا ولك الحَمْد»، ثُمَّ يَقرأ الفَاتِحَة، ويَقرأ سُورَة طويلة دون الأُولَى، ثُمَّ يَركع ركوعًا طَوِيلاً دون الأَوَّل، ويَسجد سجدتين، ثُمَّ يقوم للثانية ويصليها مِثْل الأُولَى، إلا أنها أَخَفُّ مِنْهَا فِي كُلِّ ما يَفْعَلُ، هَذِهِ الصِّفة الراجحة، والله أعلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد