والقرآن العَظِيم، وَهِيَ الكافية، وَهِيَ
الرقية، فلها أَسْمَاء تدلُّ عَلَى عَظَمَتِهَا، وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عليه
وسلم: «هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ» ([1])، وتسمى أم
القُرْآن.
قَوْله: «مرتَّبة» يقرأ الفَاتِحَة
مرتَّبة ولا يُنكس الآيَاتِ؛ كَأَنْ يَقُولَ: [الفاتحة: 1] فيُقدِّم بَعْضَ
الآيَات عَلَى بَعْضٍ، هَذَا لا يَصِحّ؛ لأن ترتيب الآيَات إِنَّمَا هُوَ توقيفي
من الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
قَوْله: «متوالية»
أي: إِذا فَرَغَ من آية قَرَأَ الَّتِي بَعْدَهَا مباشَرةً، إلا أنه يَقِفُ
للتنفس.
قَوْله: «وَفِيهَا
إِحْدَى عَشَرَة تشديدة» والحرف المشدَّد عَن حرفين مِثْل: ﴿رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ الباء مشدَّدة،
ولَوْ لَمْ يشدِّد الحُرُوف المشدَّدة ما صَحَّتْ صلاته؛ لأنه تَرَكَ حرفًا من
الفَاتِحَة.
قَوْله: «وَإِذَا فَرَغَ قَالَ: «آمين»، يَجهَر بها إمامٌ ومأمومٌ معًا» أي: إِذا فَرَغَ من قراءة الفَاتِحَة قَالَ الإِمَامُ وَالمَأْمُوم: «آمين»، سرًّا فِي الصَّلاَة السِّريَّة، وجَهْرًا فِي الصَّلاَة الجَهْرِيَّة، فِي آنٍ واحدٍ ولا يتأَخَّرُ تأمين المَأْمُوم عَن تأمين الإِمَام، و «آمين» لَيْسَت من الفَاتِحَة، وَمَعْنَاهَا: اللهم استَجِبْ؛ لأن الفَاتِحَة دُعَاء، من أَوَّلِها إِلَى آخِرِهَا كلها دُعَاء، دُعَاء عبَادَة وَدُعَاء مَسْأَلَة، فيقول: «آمين»، أي: اللهم استَجِبْ هَذَا الدُّعَاء، وفِي الحَدِيث: «مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([2]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (4474).
الصفحة 2 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد