فِي عهد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَسَفَت الشَّمْس يَوْم مَاتَ إِبْرَاهِيم ابْن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ بَعْض النَّاس: «إِنَّمَا انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ» ([1]) بِنَاء عَلَى ما كَانُوا يظنونه فِي الجَاهِلِيَّة، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ» ([2])، «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ» ([3]) بَيَّنَ أن الحِكْمَة من حُصُول الكسوف هِيَ تخويف الله للعباد، وَهَذَا يدلُّ عَلَى بطلان عبَادَة الشَّمْس والقمر؛ لأَِنَّهُم كَانُوا فِي الجَاهِلِيَّة مِنْهُمْ من يَعبُد الشَّمْس والقمر ويَسجُد لَهُمَا، فالله بَيَّنَ أن الشَّمْس والقمر تَحْتَ تدبير الله عز وجل، وأنهما آيتان من آيات الله؛ وَلِهَذَا قَالَ عز وجل: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾ [فصلت: 37]، فبَيَّنَ عز وجل أن الشَّمْس والقمر من آيات الله لَيْسَ لَهُمَا تدبيرٌ فِي الكونِ ولا يصلحان لِلْعِبَادَةِ، وَإِنَّمَا العِبَادَة لله عز وجل الَّذِي خَلَقَ الشَّمْس والقمر، وأنه لا يُسجَد لَهُمَا وَإِنَّمَا يُسجَد لله عز وجل الَّذِي خَلَقَهُمَا، ولما كَسَفَت الشَّمْس فِي عهده صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ من بَيْته فزعًا يَعْنِي خائفًا يَجُرُّ رداءه خَشْيَة أن تَكُون السَّاعَة، ثُمَّ صلى بِأَصْحَابِه حَتَّى زَالَ الكسوف عَن الشَّمْس؛ هَذَا ما شَرَعَ لَنَا صلى الله عليه وسلم عِنْدَ حُصُول الكسوف، وَبَعْض النَّاس إِذا عَرَفَ أنه يُعرَف بالحساب يَقُول: لِمَ نُصَلِّي ما دام أنه يُعرَف بالحساب؟
([1])أخرجه: مسلم رقم (904).
الصفحة 2 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد