×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

كما صلاها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِه ليالي من رمضان، ثُمَّ إنه تأخَّرَ عَنْهُم خَشْيَة أن تُفرَض عَلَيْهِمْ ([1])، ثُمَّ صَلاَّهَا عُمَرُ رضي الله عنه بَعْدَهُ، وَاسْتَمَرَّ العَمَل بها إِلَى وَقتِنَا الحَاضِر، فَهِيَ سُنَّةٌ ثَابِتَةٌ مؤكَّدةٌ، تُفعَل جَمَاعَةً فِي المَسَاجِد.

قَوْله: «فوِتْرٌ» أي: صلاة الوِتر.

قَوْله: «ووقته من صلاة العشَاء» أي: وقت الوتر يبْدَأ من صلاة العشَاء بعد راتبتها، ولو مجموعة مَعَ المَغْرِب، «إِلَى الفَجْر» أي: ينتهي وقت الوتر بطلوع الفَجْر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم انتهى وِتْرُه إِلَى السَّحَر ([2]).

قَوْله: «وأقله ركعةٌ» أي: أَقَلّ الوتر ركعة وَاحِدَة؛ كَمَا ثَبت ذَلِكَ فِي الأَحَادِيث، فلو صَلَّى ركعة وَاحِدَة ناويًا أنها للوتر أَجْزَأَت.

قَوْله: «وأكثره إِحْدَى عَشَرَة» أي: أَكْثَر ركعات الوتر؛ كما كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ، كَانَ يصلِّي إِحْدَى عَشَرَة ([3])، أو ثَلاَث عَشَرَة ([4]).

قَوْله: «مَثْنَى مَثْنَى» فَلاَ يسردها، وَإِنَّمَا يُسَلِّم من كل ركعتين، ويوتِر بواحدة، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى» ([5]).

قَوْله: «وَأَدْنَى الكمال ثَلاَث بسلامين» أي: أَدْنَى كَمَال الوتر ثَلاَث ركعات يؤديها بسلامين، الشَّفْع وَهُوَ ركعتان يُسَلِّم مِنْهُمَا، والوتر ركعة يُسَلِّم مِنْهُ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2012)، ومسلم رقم (761).

([2])أخرجه: البخاري رقم (996)، ومسلم رقم (745).

([3])أخرجه: مسلم رقم (736).

([4])أخرجه: مسلم رقم (737).

([5])أخرجه: البخاري رقم (473)، ومسلم رقم (749).