وَقَوْله: «كل وقت» أي: لَيْسَ لَهُ
وقت محدَّد، بل كُلَّمَا أَكْثَر من السِّوَاك فَهُوَ أفضل، لَكِنَّهُ يتأكد فِي
أَحْوَال مُعَيَّنَة.
«إلا لصائم بعد الزَّوَال» يَعْنِي زَوَال
الشَّمْس «فيكره» عَلَى المَذْهَب، والعلة فِي ذَلِكَ؛ لأنه يُذهِب رائحة
الصِّيَام الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يرويه عَن
ربه عز وجل: «وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ
الْمِسْكِ» ([1])، والخلوف:
هُوَ الرَّائِحَة الَّتِي تتصاعد من فم الصَّائِم، وَهِيَ محبوبة عند الله عز وجل،
وإن كَانَ النَّاس يكرهونها، وَلَكِن لَمَّا كَانَت ناشئة عَن عبَادَة الله وعن
طاعة الله، صَارَت محبوبة عِنْدَ الله سبحانه وتعالى، فَإِذَا استاك الصَّائِم بعد
الزَّوَال زَالَت رائحة فمه، ويُروى فِي حَدِيث: «اسْتَاكُوا بِالْغَدَاةِ
وَلاَ تَسْتَاكُوا بِالْعَشِيِّ إِذَا صُمْتُمْ» ([2]).
وَلَكِن الصَّحِيح أنه لا يُستثنى وقت فِي ذَلِكَ؛ لأن الأَحَادِيث الَّتِي جَاءَت فِي الحَثّ عَلَى السِّوَاك مُطلَقَة وَلَمْ تَستَثْنِ وقتًا دون وقت؛ ولأنه جَاءَ بِخُصُوصِ ذَلِكَ حَدِيث، قَوْله: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَا لاَ أُحْصِي يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ» ([3])، وَالَّذِي ذَكَرُوهُ من التَّعْلِيل غير وجيه؛ لأن رائحة فم الصَّائِم لَيْسَت من الفم، وَإِنَّمَا تَخرُج من المَعِدَة عِنْدَ خُلُوِّها من الطعام، وَهَذَه الرَّائِحَة لا يزيلها السِّوَاك.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1894)، ومسلم رقم (1151).
الصفحة 2 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد