واستحدادٍ
وحفِّ شارب، وتقليم ظفرٍ، ونتفِ إِبِطٍ،
****
إِلَى تعديل أو إِلَى ملاحَظة، فالنظر فِي
المِرْآة يَكُون عِنْدَ الخُرُوج ومقابَلة النَّاس، وَهُوَ سُنَّة؛ لأنه صلى الله
عليه وسلم كَانَ يَنظُر فِي المِرْآة ([1]).
وَقَوْله: «وتَطَيُّبٍ»
أي: يُسن التطيب؛ لأنه من سُنن الأَنْبِيَاء، ولتكون رائحته طيبة، ولا تَكُون
رائحته كريهة، فيتطيب عِنْدَمَا يُرِيد الذَّهَاب إِلَى الصَّلاَة عُمُومًا، وإلى
الجُمُعَة خصوصًا ويتطيب عِنْدَمَا يَذهَب إِلَى حِلَقِ الذِّكر أو يَذهَب إِلَى
الاجتماعات.
وَقَوْله: «واستحداد»
أي: ويُستَحَب لَهُ الاِسْتِحْدَاد وَهُوَ إِزَالَة شعر العَانَة، يزيلها بِأَيّ
مزيل، وَسُمِّيَ ذَلِكَ استحدادًا؛ لأنه تُستعمَل فيه الحديدة، أي: الموس، هَذَا
وَجْهُ تسميته الاِسْتِحْدَاد، وَهُوَ من سنن الأَنْبِيَاء.
وَقَوْله: «وحفِّ شاربٍ»
يَعْنِي إنهاكه وقَصَّهُ، ولا يُحلَق؛ لأن هَذَا تشويه، وَلَمْ يأمرنا النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم بحلق الشارب، وَإِنَّمَا أَمَرَنَا بِحَفِّهِ ([2]) وَقَصِّهِ ([3]) وإحفائه، بِمَعْنَى
أنه لا يُتْرَكُ يَطُولُ، وَأَمَّا بَقَاء أَصْله، فَهَذَا فيه جمال لِلإِْنْسَان.
وَقَوْله: «وتقليم ظُفْرٍ، ونَتْفِ إِبِطٍ» أي: ومن السُّنَن قَصُّ أظفار اليدين والرِّجلين، ولا يَترُكها تَطُول؛ لأن هَذَا فيه تشويه وتَشَبُّهٌ بالسباع، وَكَذَا يُسَنُّ نَتْفُ شعر الإِبِط أو إزالته بِأَيّ شَيْء؛ لأن فِي بقائه تشويهًا وروائح كريهة.
([1])أخرجه: أبو يعلى رقم (2611)، والطبراني في الكبير رقم (10766).
الصفحة 2 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد