×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

يَدَهُ فِي الإِْنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثًا، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» ([1])، الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ يدل عَلَى أن القَائِم من نوم اللَّيْل يَجِب عَلَيْهِ غَسْلُ كَفَّيْهِ قبل الوُضُوء، وَالعِلَّة فِي ذَلِكَ أنه «لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» والبيات إِنَّمَا يَكُون فِي نوم اللَّيْل، وَأَمَّا فِي غير هَذِهِ الحَالَة فغَسْلُ الكفين قبل الوُضُوء مُستحَبٌّ.

وَقَوْله: «ناقضٍ لوضوء» صِفَةٌ لِنَوْمِ اللَّيْل بأن يَكُون نومًا مستغرقًا، أَمَّا نوم الليل الَّذِي لا ينقض الوُضُوء وَهُوَ اليَسِير مِن جَالِسٍ، فإنه لا يضر؛ لأنه لا يَنقُض الوُضُوء، ولا يوجِب غَسْلَ الكفين.

وَقَوْله: «وتَسقُط سهوًا وجهلاً» التَّسْمِيَة واجبة عِنْدَ الإِمَام أَحْمَد، فلو تَرَكَهَا متعمِّدًا لم يَصِحّ وضوؤه، أو لو تَرَكَها ناسيًا أو جاهلاً أنها واجبة فوضوؤه صَحِيح؛ لأنه يُعذَر بالجهل والنسيان، والله عز وجل يَقُول: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا [البقرة: 286]، وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُول: «إِنَّ اللهَ تجاوَزَ عَن أمَّتي الخَطَأ والنسيان وَمَا استُكرِهُوا عَلَيْهِ» ([2])، وَتَكُون التَّسْمِيَة قبل غَسْلِ الكفين، وقبل الوُضُوء، وبعد النية، فينوي بقلبه ثُمَّ يُسَمِّي.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (162)، ومسلم رقم (278).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (2045)، وابن حبان رقم (7219)، والحاكم رقم (2801).