×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

لأَِنَّهَا مرتَّبةٌ مَعَ الفرائض، وَهِيَ عشر ركعات:

ركعتان قبل الفَجْر وهما آكدها.

ركعتان قبل الظّهْر، وركعتان بعدها.

وركعتان قبل المَغْرِب.

وركعتان بعد العشَاء.

لِحَدِيث ابْن عمر رضي الله عنهما بِذَلِكَ، وَهُوَ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَل هَذِهِ الرواتب فِي بَيْته صلى الله عليه وسلم ([1])، فَهَذِهِ سُنَنٌ مؤكَّدةٌ لا ينبغي تَرْكُهَا إلا فِي السَّفَر،

إِذا كَانَ يَقصرُ الصَّلاَة فإنه لا يصليها، إلا راتبة الفَجْر فَإِنَّهَا لا تُترَك حَضَرًا ولا سَفَرًا.

قَوْله: «وتُسَن صلاة اللَّيْل بتأكدٍ» ثُمَّ السُّنَن المُطلقَة وأَفضَلُها صلاة اللَّيْل؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ» ([2]) وَكَانَ صلى الله عليه وسلم لا يَدَعُ قيام اللَّيْل حَتَّى فِي السَّفَر، كَانَ يتهجد وَهُوَ عَلَى راحلته أينما توجَّهَت به ([3])، فَهَذَا يدل عَلَى آكَدِيَّةِ قيام اللَّيْل؛ ولأن اللَّيْل فيه خاصية؛ حَيْثُ يَهدَأ فيه النَّاس، ويكون للتلاوة فيه لَذَّةٌ وحلاوةٌ، وحضورٌ للقلب لانقطاع الشواغل، فصلاةُ اللَّيْل أَفْضَلُ، لا سيما فِي آخِرِ اللَّيْل؛ قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡ‍ٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا [المزمل: 6]، والناشئة هِيَ القيام بعد النوم، وَلِهَذَا قَالَ: «وَهِيَ أَفْضَلُ من صلاة النَّهَارِ».


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1180).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1163).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1000)، ومسلم رقم (700).