وأيضًا هُوَ وسيلة
إِلَى عبَادَة الشَّمْس، قَد يَظُنُّ العَوامُّ فِيمَا بَعْدُ، أو تَدُبُّ
إِلَيْهِمْ سُنَّةُ الجَاهِلِيَّة، فيَسجُدُون؛ فَلِذَلِكَ سَدَّ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم الذَّرِيعَة وَمَنَعَ من الصَّلاَة عِنْدَ بزوغ الشَّمْس حَتَّى
تَرتَفِعَ قَيْدَ رُمْحٍ، يَعْنِي قَدْرَ الرُّمْح الَّذِي يُستَعمَل فِي
القِتَال.
الثَّالِث: «وعند قيامها
حَتَّى تزول» أي عِنْدَ تَوَسُّطِهَا عَلَى الرُّؤُوس حَتَّى تَزُولَ إِلَى
جِهَة الغَرْب.
الرَّابِع: «من صلاة
العَصْر إِلَى الغُرُوب»؛ لِنَهْيِهِ صلى الله عليه وسلم عَن الصَّلاَة بعد
العَصْر، إِلَى أن تَشرَعَ الشَّمْسُ فِي الغُرُوب لِيُخَالِفَ الكُفَّارَ ([1]).
فيَحرُم ابْتِدَاء
نفلٍ فِيهَا مُطْلَقًا لا قَضَاء فرضٍ، وفِعل ركعتي طواف، وسُنَّة فجرٍ أَدَاءً
قَبْلَهَا، وصلاة جنازة بعد فَجرٍ وعَصرٍ.
الخَامِس: من شروعها فِي
الغُرُوب إِلَى أن تَنْتَهِي؛ لأَِنَّهَا تَغرُب بَين قَرْنَيْ شيطان، فَحِينَئِذٍ
يَسجُدُ لها الكُفَّارُ وَقَد نُهِينَا عَن التَّشَبُّه بهم؛ ولئلا يُفْضِي هَذَا
إِلَى عودة الشِّرْك.
قَوْله: «فيَحرُم ابْتِدَاء نَفْلٍ فِيهَا مُطْلَقًا» أي: يَحرُمُ أن يبتدئ صلاة نفل فِي أوقات النَّهْي، وَقَوْله مُطْلَقًا يَعْنِي ما لَهُ سَبَبٌ وَمَا لَيْسَ لَهُ سببٌ. وَبَعْض العُلَمَاء كشيخ الإِسْلاَم ابْن تيمية يَقُولُونَ: ذَوَات الأَسْبَاب تُفعَل عِنْدَ وجود أسبابها فِي أي وقتٍ لعموم الأَحَادِيث؛ فمن أَرَادَ الجُلُوس فِي المَسْجِد فإنه يُصَلِّي تحية المَسْجِد فِي أي وقتٍ؛ لأن ذَلِكَ سَبَبُ الصَّلاَة، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ» ([2])،
([1])أخرجه: البخاري رقم (586)، ومسلم رقم (827).
الصفحة 2 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد