كِتَاب
الجَنَائِز
تَرْكُ
الدَّوَاء أفضل، وسُنَّ استعداد للموت، وإكثار مِن ذِكْرِهِ وعيادة مُسْلِم غير
مبتدِع، وتذكيره التَّوْبَة وَالوَصِيَّة.
****
قَوْله: «كِتَاب الجَنَائِز»
كَانَ لاَ بُدَّ من مقدِّمة عَن أَحْكَام المريض وأحكام المَيِّت: من تغسيله،
وتكفينه، وَالصَّلاَة عَلَيْهِ، وحَملِه ودَفنِه، فإن هَذَا الكتاب يتضمن هَذَا
كله، وكل مُسْلِم بِحَاجَة إِلَى مَعْرِفَة هَذِهِ الأَحْكَام؛ لأَِنَّ اللهَ عز
وجل حَكَمَ بالموت عَلَى كل حَيٍّ، قَالَ عز وجل: ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦ وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو
ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ [الرحمن: 26، 27]، وَقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾ [الأنبياء: 35].
ومن فضائل هَذَا
الدِّين الإسلامي أن المسلم لَهُ حُرمة حَيًّا وميتًا، فيعتنى بجنازته ويُدْعَى
لَهُ ويُغَسَّل ويُصَلَّى عَلَيْهِ ويُحمَلُ ويُدفَنُ ولا يُترَك جِيفَةً عَلَى
وَجْهِ الأَرْض، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ﴾ [عبس: 21]، كل هَذَا من
العناية بِالإِنْسَانِ المسلم خصوصًا، فَدِينُ الإِسْلاَم دِينٌ كاملٌ لحالة
الحَيَاة وحالة الموت.
والتداوي مُبَاحٌ
إِذا كان بِأَدْوِيَة مُبَاحَة:
«وتركُ الدَّوَاء أفضلُ»، فالمريض إِذا أصابه المرض لا مانع أنه يُعالَج، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «فَتَدَاوَوْا، وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» ([1])، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً مِنْهُ عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» ([2])،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3874)، والبيهقي رقم (19681).
الصفحة 4 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد