سؤال:
المقصود نذير هنا: من بينهم أو منهم؟
الجواب:
نعم، وإن كانت بَلَغَتْهم دعوةُ إبراهيم عليه السلام ودعوات
الأنبياء، لكن [رسول منهم]، لم يُبعَث منهم إلا محمد صلى الله عليه وسلم،{مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ﴾ [يس: 6].
{لَقَدۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَىٰٓ أَكۡثَرِهِمۡ﴾ [يس:7]. يعني وجب عليهم العذاب بكفرهم وعنادهم لهذا الرسول
صلى الله عليه وسلم، وعدم استجابتهم لدعوته، وبذلك حقت عليهم كلمة العذاب فهم لا يؤمنون.
{إِنَّا جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلٗا فَهِيَ
إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ ٨ وَجَعَلۡنَا
مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ
فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ ٩ وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ
تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ١٠ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ
بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ ١١﴾ [يس: 8- 11] هذه الآيات كلها إلى قوله: {إِنَّمَا تُنذِرُ﴾
كلها في حق المعاندين الذين عرفوا الحق وبَلَغَتْهُم الرسالة، فاستكبروا وعاندوا واستمروا
على عبادة الأصنام، ودين الآباء والأجداد، وزهدوا بالحق الذي جاء به هذا الرسول صلى
الله عليه وسلم، فإن الله جل وعلا ختم على قلوبهم عقوبةً لهم، وحَقَّ عليهم العذاب
فلا مناص لهم من ذلك، وعَمِيَتْ بصائرهم، فمثلهم مثل الذي غُلَّتْ يداه إلى عنقه، وارتفع
رأسه ونظره، وصار يمشي بين سَدَّيْن، إنْ تقدَّمَ تعثَّرَ بالسد الذي أمامه، وإنْ تأخَّرَ
تعثَّرَ بالسد الذي خلفه؛ فاجتمع عليه عدة أمور:
أولاً:
أنه مُقمَح، بمعنى أنه مرتفع الرأس بسبب الغل الذي في عنقه، فلا ينظر إلى ما تحته.
وثانيًا: أن أمامه سد ومِنْ خلفه سد، وأن الله أغشى بصره،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد