الحَمْد
للهِ المُفَقِّهِ مَن شَاءَ مِن خَلْقِهِ فِي الدِّين
****
و«اِلله»
عَلَمٌ عَلَى الذَّات الإِلَهِيَّة، وَهُوَ أَعْظَمُ أَسْمَاء الله، ولا يتسمى به
غَيرُه، فَهَذَا اسمٌ لا يُطلَق إلا عَلَى الرَّبِّ سبحانه وتعالى، وَمَعْنَاه ذُو
الألوهية، والإله: هُوَ المعبود، مِن «أَلِهَ يَأْلَهُ» إِذَا عبدَ،
وَأصل التَّأَلُّه: المَحَبَّة، وَالعِبَادَة مَبْنِيَّةٌ عَلَى المحبة لله عز
وجل.
«الرَّحْمَن
الرَّحِيم» اسمان مُشتقان من الرَّحْمَة، والرحمة من صِفَات الله عز وجل،
والعبد يُوصَف بالرحمة، لَكِن هُنَاك فرقٌ بَين أَسْمَاء الله وصفاته، وبين
أَسْمَاء المخلوقين وصفاتهم، الله لَهُ رَحْمَة، والعبد أَيْضًا لَهُ رَحْمَة،
وَلَكِن لا تَشابُهَ بينهما فِي الكيفية، فرحمة الله خَاصَّة به سبحانه وتعالى
كَسَائِرِ صفاته، ورحمة المخلوق عَلَى قَدْرِهِ خَاصَّة به، و«الرَّحْمَن»
أَبلَغُ مِن «الرَّحِيم»: الرَّحْمَة الخَاصَّة بالمؤمنين؛ كما قَالَ
سبحانه وتعالى: ﴿وَكَانَ
بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا﴾ [الأحزاب: 43].
قَوْله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» الحَمْد مَعْنَاه الثَّنَاء عَلَى الله عز وجل، فَهُوَ المحمود لذاته، وَهُوَ المحمود لأسمائه وصفاته، وَهُوَ المحمود لأفعاله، فَهُوَ المحمود عَلَى كل حَال سبحانه وتعالى، وَقَوْله: «الْحَمْدُ» «الـ» للاستغراق، أي: جَمِيع المحامد لله عز وجل، مِلكًا واستحقاقًا، فالحمد المُطلَق لله عز وجل، وَأَمَّا الحَمْد المُقيَّد فيمكن أن يُحمَد المخلوق عَلَى قَدْرِ ما يُسدي أو يَفْعَل من المعروف وَالإِحْسَان، وَلَكِن الحَمْد المُطلَق هُوَ لله عز وجل ؛ لأنه هُوَ المُنعِم بجميع النعم؛ وَلِذَلِكَ قَوْله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» وَلَمْ يَقُل: حمدًا لله، بل قَوْله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ»، ويُبدأ بـ«الْحَمْدُ لِلَّهِ» فِي الأَكْل والشُّرب وفي جَمِيع الأُمُور المهمة، وَقَد بدأ الله بها خَلْقَ السَّمَاوَات
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد