لأن هَذَا يُنجِّس
المارَّ ويُقَذِّر الطريقَ، وَقَد قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا
الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ،
وَالظِّلِّ» ([1]).
البَوْل فِي الموارد: يَعْنِي عَلَى حافة المياه الَّتِي يَرِدُها النَّاس للسقيا مِنْهَا؛ لأن هَذَا يُنجِّسهم ويقذر المَاء، وأيضًا فيه أضرار صحية، وقارعة الطَّرِيق: وَهِيَ الجادة المسلوكة، أَمَّا الجادة المَهْجُورَة الَّتِي لا تُستَعمَل فَلاَ بَأْسَ بِذَلِكَ، والظل: والمراد به ظلّ الحِيطَان وَنَحْوهَا وظل الأَشْجَار الَّتِي يَستَظِل بها النَّاس؛ لأن ذَلِكَ يؤذيهم ويقذره عَلَيْهِمْ، قَالُوا: ومثله المشمس فِي الشِّتَاء، الَّذِي يجمع فيه النَّاس للتدفئة بضوء الشَّمْس، فإن هَذَا مِثْل الظِّلّ، وَهَذَا مِمَّا يدل عَلَى عناية الإِسْلاَم بمرافق المُسْلِمِينَ، وعناية الإِسْلاَم بالبيئة، وأن الإِسْلاَم سَبَقَ الغَرْبَ والدولَ الكافرة، وَلَكِن المُسْلِمِينَ أو كَثِيرًا مِنْهُمْ لا يُنَفِّذُون هَذِهِ الآدَاب الشَّرْعِيَّة؛ وَلِذَلِكَ تجدهم يعبثون فِي المرافق عبثًا فظيعًا، وَإِذَا نَزَلُوا فِي مَكَان يَنزِل فيه النَّاس وَسَّخُوه بالقاذورات وَالأَنْجَاس ودماء الذَّبَائِح، ويضعون فيه بقايا الطَّعَام، ويُغيِّرون فيه زَيْت السيارات حَتَّى يصبح المَكَان لا يَقرَبه أَحَد بعدهم، مِثْل الكباري الَّتِي عَلَى الطُّرُق أو الأَشْجَار المُظلِّلَة الَّتِي يحتاج إِلَيْهَا المسافرون أو الحدائق الَّتِي يقصدها النَّاس للجلوس فِيهَا والتوسع فِيهَا عَن ضيق البُيُوت، فمرافق المُسْلِمِينَ لاَ يَجُوز العبث بها، وَلاَ يَجُوز توسيخها، وَإِذَا بَقِيَت مُخلَّفات من الجَالِس، فإنه يجمعها فِي كِيسٍ أو فِي إِنَاء ويُبعِدها عَن المَكَان،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (26)، وابن ماجه رقم (328)، والحاكم رقم (594).
الصفحة 8 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد