ويقول: «الدِّين
لَيْسَ هُوَ الصَّلاَة»، بل ربما يَقُولُونَ: «الإِيمَان لا يُشتَرَط لَهُ
العَمَل» وَهُوَ قَوْل المرجئة، فَهَذَا هدمٌ للإسلام، وهدمٌ للدِّين، هدمٌ
لأعظم أَرْكَانه بعد الشَّهَادَتَيْنِ وَهِيَ الصَّلاَة.
والوُضوء بضم الواو: هُوَ فِعل المتوضئ،
اسم مَصدَر مِن «تَوَضَّأ وُضوءًا».
وَأَمَّا الوَضُوء
بفتح الواو: فَهُوَ المَاء الَّذِي يُتَطَهَّر به.
والوضوء فِي
الشَّرْع: هُوَ استعمال المَاء بنيةٍ فِي الأَعْضَاء الأَرْبَعَة عَلَى صِفَةٍ
مَخْصُوصَةٍ؛ كما جَاءَت فِي القُرْآن فِي آية سُورَة المَائِدَة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ
وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى
ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ ﴾ [المائدة: 6].
والوضوء فُرِضَ مَعَ
فرضية الصَّلاَة لَيْلَة المعراج فِي مَكَّة، قبل الهجرة، فثَبَتَ الوُضُوء
بِالسُّنة العملية، وَهِيَ فِعل الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه
بِمَكَّةَ، وَأَمَّا آية المَائِدَة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ﴾ فنَزَلَت فِي
المَدِينَة مقرِّرة لما سَبَقَ، وكانت آخِر ما نَزَلَ.
سُمِّيَ الوُضُوء وُضوءًا من الوَضَاءة وَهِيَ الحُسن والنور؛ لأن الوُضُوء تَكُون آثَاره يَوْم القِيَامَة نورًا فِي الأَعْضَاء؛ كما قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ» ([1]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (136)، ومسلم رقم (246).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد