×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

والغُرَّة: هِيَ البَيَاض فِي الوَجْه، والتحجيل: هُوَ البَيَاض فِي أطراف الأَعْضَاء من آثَار الوُضُوء، يُعرَفون به بَين الأُمَم، وجاء فِي فضلِ الوُضُوء أن المسلم إِذا تَوَضَّأ تتساقط ذنُوبه من الأَعْضَاء مَعَ الماء أو مَعَ آخر قطرِ المَاء ([1])، فَكُلَّمَا غَسَلَ عضوًا تساقَطَت الخَطَايَا المتعلقة بِذَلِكَ العُضْو، فَفِيهِ فضلٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ عبَادَة عَظِيمَة، وَهُوَ شرطٌ لصحة الصَّلاَة، فَلاَ تصح الصَّلاَة إلا به.

وَقَوْله: «فروض الوُضُوء» الفروض: جمع فرضٍ، والفرض لغة: الحز والقَطع: يقال فَرَضَ الخَشَبَةَ إِذا حَزَّها وقَطَعَها.

وَأَمَّا الفرض فِي الشَّرْع: فَهُوَ ما يُثَاب فاعله، ويُعاقَب تاركه.

وفروض الوُضُوء «سِتَّة»، وَهِيَ كما فِي الآيَة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ ۚ هَذَا واحد، ﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ هَذَا الثَّانِي، ﴿بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ هَذَا الثَّالِث، ﴿وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ هَذَا الرَّابِع، والخامس الترتيب وَهُوَ مأخوذ من الآيَة؛ لأن الله ذَكَرَهَا مرتَّبة؛ ولأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأ مرتِّبًا ([2]). والسادس: الموالاة، بأن لا يؤخِّر غَسْلَ عُضْوٍ حَتَّى ينشف الَّذِي قبله فِي زَمَن معتدل.

وَقَوْله: «غَسْل الوَجْه مَعَ مضمضة واستنشاق»؛ لِقَوْلِهِ سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ والوجه: ما تحصل به المواجَهة، والمراد به هُنَا ما يَكُون من مَنَابِتِ شعر الرَّأْس المعتاد إِلَى ما انحدر من


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (244).

([2])أخرجه: البخاري رقم (164)، ومسلم رقم (226).