اللحيين والذقن
طولاً، وعرضًا من الأذن إلى الأذن ويدخل فيه المَضْمَضَة وَالاِسْتِنْشَاق؛ لأن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا أَرَادَ أن يتوضأ يَبْدَأ بالمضمضة
وَالاِسْتِنْشَاق ([1]).
وَالمَضْمَضَة: إِدْخَال المَاء
فِي الفم وخَضخَضَتُه فيه بنية، ثُمَّ يَمُجُّه.
وَالاِسْتِنْشَاق: جذبُ المَاء إِلَى
دَاخِل الأَنْف بنفس، ثُمَّ ينثره، لو غَسَلَ وَجْهَه وَلَمْ يتمضمض وَلَمْ
يستنشق، لم يَصِحّ وضوؤه؛ لأنه تَرَكَ بَعْض غسل الوَجْه، وَالنَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قال: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَتَمَضْمَضْ» ([2])، وَقَوْله: «وَبَالِغْ
فِي الاِسْتِنْشَاقِ، إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» ([3])، فَأَمَرَ بِذَلِكَ
مَعَ فِعْلِهِ صلى الله عليه وسلم، وفِعْلُهُ مُفَسِّرٌ للآية، وفِعْلُ الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم إِذا جَاءَ مفسِّرًا للقرآن فَهُوَ واجب، فَدَلَّ عَلَى أن
المَضْمَضَة وَالاِسْتِنْشَاق دَاخِلاَنِ فِي غَسْلِ الوَجْه.
قَوْله: «وغَسْل اليدين» الثَّانِي من فروض الوُضُوء: غَسْلُ اليدين مَعَ المرفقين؛ لِقَوْلِهِ سبحانه وتعالى: ﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ﴾ [المائدة: 6] اليَد إِذا أُطلِقَت يُرَاد بها الكَفُّ فَقَط، ولا يدخل فِيهَا الذِّرَاع، وَلَكِن الله لما قال: ﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ﴾ دَلَّ عَلَى أن اليَد هُنَا إِلَى المرفق، و﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ﴾ هُنَا بِمَعْنَى: «مَعَ»، أي: مَعَ المرافق، بِدَلِيل أن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا تَوَضَّأَ أَدَارَ المَاء عَلَى مرفقيه ([4])، فالمرافق دَاخِلَة فِي المغسول، الغَايَة دَاخِلَة فِي المُغَيَّا فِي هَذَا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (164)، ومسلم رقم (226).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد