×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

السُّنة السَّابِعَة وذَكَرَهَا بِقَوْلِهِ: «[وغسلة] ثَانِيَة وثالثة» أي: مِن مُستَحَبَّات الوُضُوء الغَسْلَة الثَّالِثَة، والواجب مَرَّة وَاحِدَة، غَسْلُ اليدين مَرَّة وَاحِدَة، غَسْلُ الرِّجلَيْنِ مَرَّة وَاحِدَة، هَذَا هُوَ الوَاجِب، لَكِن الأَفْضَل أن تَزِيد عَلَى المَرَّة إِلَى مَرَّتَيْنِ وإلى ثَلاَث، وَهَذَا أعلى شَيْء؛ لأن هَذَا وَرَدَ فِي الأَحَادِيث أنه كَانَ يَغسِل هَذِهِ الأَعْضَاء ثَلاَثًا ثَلاَثًا ([1])، أَمَّا الرَّأْس فإنه لا يُكَرَّر مَسْحُه، بل يكفي مَرَّة وَاحِدَة.

السُّنة الثَّامِنَة وذَكَرَهَا بِقَوْلِهِ: «وسُنَّ بعد فراغه رَفْعُ بَصَرِهِ إِلَى السَّمَاء وَقَوْلُ مَا وَرَدَ» أي: إِذا فَرَغَ من هَذَا الوُضُوء العَظِيم، وهذه العِبَادَة الجليلة الَّتِي تَطَهَّرَ بها من الحَدَثِ، فإنه يَتَطَهَّر أَيْضًا من الشِّرْك، وَذَلِكَ بِشَهَادَة أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وأن مُحَمَّدًا رَسُول الله فيَجمَع بَين الطهارتين:

الطَّهَارَة الحسية من الحَدَث، وَتَكُون بالماء.

والطهارة من النَّجَاسَة المعنوية وَهِيَ الشِّرْك، ويكون ذَلِكَ بِكَلِمَة التَّوْحِيد: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ» ([2])


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (164)، ومسلم رقم (226).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (55).