كِتَابُ
الصَّلاَة
****
قَالَ رحمه الله: «كِتَاب الصَّلاَة» أي: هَذَا الكتاب تُذكَر فيه أَحْكَام الصَّلاَة، فريضة كَانَت أو نافلة، سَوَاء كَانَت الفروض الخَمْسَة أو الجُمُعَة، أو العِيد أو الكسوف، فكل ما يتعلَّق بالصلاة فَرْضها ونَفْلها فإنه مذكور فِي هَذَا الكتاب المختصَر؛ وَذَلِكَ لأهمية الصَّلاَة أن الصَّلاَة لها مكانة عَظِيمَة عِنْدَ الله عز وجل، ومنزلةٌ عالية، وَهِيَ الرُّكْن الثَّانِي من أَرْكَان الإِسْلاَم بعد الشَّهَادَتَيْنِ، فَإِذَا دَخَلَ الكَافِر فِي الإِسْلاَم فأول ما يؤمر به الصَّلاَة، ثُمَّ الزَّكَاة؛ لأَِنَّهَا قرينتها؛ كما قَالَ صلى الله عليه وسلم لمعاذ بْن جبل رضي الله عنه لَمَّا بَعَثَه إِلَى اليَمَن: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ تَعَالَى» هَذَا الرُّكْن الأَوَّل وَهُوَ المَدخَل للإسلام، «فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ» ([1])، وَهَذَا كما فِي قَوْله عز وجل عَن الكُفَّار: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 5]، وفي الآيَة الأُخْرَى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ﴾ [التَّوْبَة: 11]، وَالصَّلاَة أَوَّل ما فُرِضَ عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من العِبَادَات العملية، وَذَلِكَ فِي لَيْلَة المعراج وَهُوَ فِي مَكَّة قبل الهجرة، كما قَالَ صلى الله عليه وسلم: «فَأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ
([1])أخرجه: البخاري رقم (1458)، ومسلم رقم (19).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد