خَمْسِينَ صَلاَةً
فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم،
فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: خَمْسِينَ صَلاَةً. قَالَ:
ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ
يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ.
قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي،
فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّي
خَمْسًا، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ،
فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ
مُوسَى عليه السلام حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ
كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاَةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلاَةً» ([1])، وَقَد صَلاَّهَا
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هُوَ وَأَصْحَابه فِي مَكَّة قبل الهجرة، بينما
بَقِيَّة الشرائع تَنزِلُ عَلَى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل وَهُوَ
فِي الأَرْض، وَالصَّلاَة فَرَضَهَا الله مباشَرةً بينه وبين رَسُوله مُحَمَّد صلى
الله عليه وسلم، وخاطَبَه بها، فَهَذَا كله مِمَّا يدلُّ عَلَى عَظَمَةِ الصَّلاَة
عِنْدَ الله عز وجل.
وَالصَّلاَة فِي اللُّغَة: الدُّعَاء، قَالَ
عز وجل: ﴿خُذۡ
مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾ [التَّوْبَة: 103] أي: ادْعُ لَهُم.
وَالصَّلاَة فِي الشَّرْع: هِيَ العِبَادَة المشتملة عَلَى أَقْوَال وأفعال تُفتتَح بِالتَّكْبِيرِ، وتُختتَم بالتسليم، فمن جَحَدَ وُجُوب الصَّلاَة فَهُوَ كافر بِإِجْمَاع المُسْلِمِينَ، فمن لا يصلي ولا يَعتَرِف بالصلاة وَهُوَ يَشهَد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وأن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَلَيْسَ بمسلمٍ حَتَّى يُقِيم الصَّلاَة بِإِجْمَاع المُسْلِمِينَ؛ لأنه مُكذِّب لله ولرسوله ولإجماع المُسْلِمِينَ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (7517)، ومسلم رقم (162).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد