ثُمَّ
يَرفَع رأسه ويديه معًا قائلاً: «سَمِعَ الله لِمَن حَمِدَه»، وبَعْدَ انتصابه: «ربنا
ولك الحَمْد ملء السَّمَاوَات وملء الأَرْض وملء ما شئتَ من شَيْء بعد»، ومأموم: «ربنا
ولك الحَمْد». فَقَط.
****
قَوْله: «ثُمَّ
يَرفَع رأسه ويديه معًا قائلاً: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» ثُمَّ إِذا انتهى
الرُّكُوع يَرفَع رأسه ويديه «مَعَهُ» أي: مَعَ رَفْعِ رأسه، قائلاً: «سَمِع
الله لمن حمده». وَهَذَا هُوَ الرُّكْن الخَامِس من أَرْكَان الصَّلاَة.
وَمَعْنى «سَمِعَ»
هُنَا: استجاب.
«وبَعْدَ انتصابه:
ربنا ولك الحَمْد» فالإمام والمنفرد يَجمَعان بَين قَوْل «سمع الله لمن
حمده» وَقَوْل: «ربنا ولك الحَمْد»، وَأَمَّا المَأْمُوم فيَقتصِر
عَلَى قَوْل: «ربنا ولك الحَمْد»؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا
قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ» ([1]).
قَوْله: «مِلْءَ
السَّمَاءِ وَمِلْءَ الأَْرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ» أي: حمدًا يملأ
هَذِهِ المخلوقات الهائلة الواسعة؛ لأن نِعَمَ الله عَظِيمَة لا تُحصى، فَهُوَ
يَستَحِق الحَمْد سبحانه وتعالى الَّذِي لا نهاية لَهُ، «مِلْءَ السَّمَاءِ»
الواسعة «وَمِلْءَ الأَْرْضِ» وملء ما بينهما، ما بَين السَّمَاء
وَالأَرْض، وملء ما شَاءَ بعد السَّمَاوَات، وبعد الأَرْض، وبعد ما بينهما،
فَهَذَا ثَنَاء عَلَى الله عز وجل، ثَنَاء وَاسِع عَلَى الله، ما أَعْظَمَ هَذِهِ
الصَّلاَة وهذه الأَذْكَار العَظِيمَة الَّتِي تُقال فِيهَا!
قَوْله: «ومأموم: ربنا ولك الحَمْد فَقَط» يَعْنِي: يَقُول ذَلِكَ فَقَط، ولا يَقُول: «سمع الله لمن حمده». فالاعتدال بعد القيام من الرُّكُوع هُوَ الرُّكْن السَّادِس من أَرْكَان الصَّلاَة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (722)، ومسلم رقم (414).
الصفحة 4 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد