وسُنَّ
كَوْنُهُ عَلَى أطراف أصابعه ومجافاة عضديه عَن جنبيه وبطنه عَن فَخْذَيْهِ،
وتفرقة ركبتيه ويقول: «سبحان ربي الأَعْلَى» ثَلاَثًا، وَهِيَ أَدْنَى «الكمال».
****
قَوْله: «وسُنَّ كَوْنه عَلَى
أطراف أصابعه» هَذَا فِي كَيْفِيَّة وَضْعِ الأَعْضَاء فِي السُّجُود فيَسجُد
عَلَى أصابعه، لا يضع رِجلَيه عَلَى الأَرْض معروضتين، بل عَلَى أطراف أصابعه،
وَتَكُون متوجِّهة إِلَى القبلة، ولو أنه وَضَعَ رِجلَيه عَلَى الأَرْض
معترِضَتَين أَجْزَأَ ذَلِكَ، وَلَكِن كَوْنه يَكُون عَلَى أطراف قدميه أَفْضَلُ.
قَوْله: «ومجافاة عضديه
عَن جنبيه، وبطنه عَن فَخْذَيْهِ»، يُستَحَب إِذا رَكَعَ وَإِذَا سَجَدَ أن
يجافي عضديه عَن جنبيه، يَعْنِي لا يلصق عضديه بجنبيه، بل يباعِد بينهما شَيْئًا،
وفخذيه عَن ساقيه، وبطنه عَن فَخْذَيْهِ، ما يَجتَمِع جَمِيعًا ويصير بَعْضه
فَوْقَ بَعْض، بل يُفرِّق بَين أعضائه، «ومجافاة» يَعْنِي: إبعاد عضديه عَن
جنبيه إبعاد لا يضايِق مَن بِجَانِبِه، ولا يبالِغ فِي إبعاد عضديه، وَإِنَّمَا
يَكُون متوسِّطًا فِي هَذَا، «وبطنه عَن فَخْذَيْهِ» يجافي بطنه عَن
فَخْذَيْهِ، يَعْنِي لا يَجعَل بطنه ملتصقًا بفخذيه.
قَوْله: «وتفرقة ركبتيه»
لا يَضُم بَعْضهمَا إِلَى بَعْض، بل يَجعل بينهما شَيْئًا من البُعْد.
قَوْله: «ويقول: سبحان ربي الأَعْلَى»؛ لأنه لَمَّا نَزَلَ قَوْله عز وجل: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى: 1]، قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ» ([1])، مِثْل ما مَرَّ فِي الرُّكُوع الوَاجِب مَرَّة وَاحِدَة، وَمَا زَادَ إِلَى ثَلاَث فَهُوَ أَدْنَى
([1])أخرجه: أبو داود رقم (869)، وابن ماجه رقم (887)، وأحمد رقم (17414).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد