ثُمَّ يَرفَع مُكبِّرًا ويَجلِس
مُفترِشًا ويقول: «رب اغفِر لي، ثَلاَثًا»، وَهُوَ أَكمَلُه، ويَسجُد الثَّانِيَة
كَذَلِكَ، ثُمَّ يَنهَض مُعتمِدًا عَلَى رُكبتيه بيديه، فإن شَقَّ فبالأرض، فيأتي
بمثلها غير النية والتحريمة والاستفتاح والتعوذ إن كَانَ تَعَوَّذَ، ثُمَّ يَجلِسُ
مُفترِشًا.
****
الكمال، وَمَا زَادَ إِلَى عَشرٍ فَهُوَ أعلى
الكمال. ويُكثِر من الدُّعَاء فِي السُّجُود مَعَ قَوْل: «سبحان ربي الأَعْلَى»
يَدْعُو الله عز وجل.
ويَحرص عَلَى
الدُّعَاء؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا
فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» ([1])، قَالَ صلى الله
عليه وسلم: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ
فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ» ([2])، فَالدُّعَاء فِي
السُّجُود مظنة الإِجَابَة، فيُكثِر الإِنْسَان فيه من الدُّعَاء، ولا يَقتَصِر
عَلَى قَوْل: «سبحان ربي الأَعْلَى»، وإن اقتَصَرَ أَجْزَأَ، لَكِن
يُستَحَب أن يَدْعُو فِي هَذِهِ الحَالَة؛ لأنه أَقرَبُ ما يَكُون إِلَى ربه،
وَأسْمَعُ ما يَكُون لِلدُّعَاءِ.
قَوْله: «ثُمَّ
يَرفَع مُكبِّرًا» ثُمَّ يَرفَع من السُّجُود مكبِّرًا تكبيرة الاِنْتِقَال، لا
يَرفَع بدون تَكْبِير. وَهَذَا هُوَ الرُّكْن الثامن من أَرْكَان الصَّلاَة.
قَوْله: «ويَجلِس مُفترِشًا» هَذَا الجُلُوس بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَهَذَا هُوَ الرُّكْن التَّاسِع من أَرْكَان الصَّلاَة. لا يَرفع من السُّجُود ثُمَّ يَسجد مباشَرة، بل عَلَيْهِ الجُلُوس بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَهُوَ ركنٌ من أَرْكَان الصَّلاَة، فَلاَ بُدَّ أن يَجلس بَين السَّجْدَتَيْنِ، وصفة الجُلُوس أنه يَفرِش رِجْلَهُ اليسرى
([1])أخرجه: مسلم رقم (479).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد