ويَقعُد عَلَيْهَا، ويَجعَل ظَهْرَ رِجلِهِ
إِلَى الأَرْض، وبَطنَهَا إِلَى أعلى ويَجلس عَلَيْهِ، ويَنصب الرِّجْلَ اليمنى،
بأن يَجعَلَ أصابعها إِلَى الأَرْض، ويَرفَعَ عَقِبَهَا، هَذَا هُوَ الاِفْتِرَاش.
قَوْله: «وَيَقُولُ:
رَبِّ اغْفِرْ لِي» هَذَا هُوَ الدُّعَاء الَّذِي يُقَال فِي الجِلْسَة بَين
السَّجْدَتَيْنِ، المجزئ مَرَّة وَاحِدَة، والأكمل أن يُكَرِّر ذَلِكَ ثَلاَثًا أو
أَكْثَر، وجاء عَن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي» ([1]).
قَوْله: «ويَسجُد
الثَّانِيَة كَذَلِكَ» مِثْل الأُولَى فِيمَا ذَكَرَ.
قَوْله: «ثُمَّ يَنهضُ»
للقيام للركعة الثَّانِيَة «مكبِّرًا» تكبيرة الاِنْتِقَال، كل انْتِقَال
لاَ بُدَّ لَهُ من تَكْبِير، وَهُوَ واجب من واجبات الصَّلاَة، وصفة القيام إن
كَانَ نشيطًا فإنه يَعتمد عَلَى ركبتيه يضع يَدَيْهِ عَلَيْهِمَا ويَنهَض إِلَى
القيام، معتمِدًا عَلَى صدور قدميه، وإن كَانَ ضَعِيفًا أو مريضًا أو كبير
السِّنِّ فَلاَ بَأْسَ أن يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى الأَرْض ويَعتمد عَلَيْهَا.
وَهَذَا مَعْنى
قَوْله: «فإن شَقَّ فبالأرض».
قَوْله: «فيأتي بمثلها»
فيأتي بالركعة الثَّانِيَة مِثْل الرَّكْعَة الأُولَى عَلَى ما سَبَقَ تفصيله.
قَوْله: «غير النية»؛ لأن النية مَوْجُودَة مَعَهُ فِي كل الصَّلاَة تَبدأ من تكبيرة الإِحْرَام إِلَى أن يُسَلِّم.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (850)، والترمذي رقم (284)، وابن ماجه رقم (898).
الصفحة 4 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد