ثُمَّ
يَتشهد فيقول: التَّحِيَّات لله، والصلوات الطَّيِّبَات، السَّلاَم عَلَيْك أيها
النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته، السَّلاَم علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحِينَ،
أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ.
****
قَوْله: «ثُمَّ يَتشهد»
ثُمَّ يأتي بالتشهد الأَوَّل فِي الصَّلاَة الرُّبَاعِيَّة أو الثلاثية.
قَوْله: «فيقول: التَّحِيَّات لله والصلوات الطَّيِّبَات، السَّلاَم عَلَيْك أيها النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته، السَّلاَم علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحِينَ، أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ». التَّشَهُّد وَرَدَ بعدة روايات، أَشهَرُها تَشَهُّد ابْن مَسْعُود رضي الله عنه الَّذِي عَلَّمَه إِيَّاهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: عَلَّمَنَا التَّشَهُّدَ كما يُعلِّمُنَا السُّورَة من القُرْآن وَهُوَ: «التَّحِيَّات لله والصلواتُ الطَّيِّبَات، السَّلاَم عَلَيْك أيها النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته، السَّلاَم علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحِينَ، أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» ([1])، وإن أَتَى بِتَشَهُّداتٍ واردةٍ غَيرهَا أَجْزَأَ ذَلِكَ، وَمَعْنى «التَّحِيَّات»: التعظيمات، جَمِيعهَا لله سبحانه وتعالى هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلتَّعْظِيمِ المُطلَق، جَمِيع التعظيمات كلها لله عز وجل، والصلوات: الصَّلَوَات الخَمْس، والصلوات النوافل كلها لله، كما قَالَ عز وجل: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]، فالمؤمن لا يُصلي إلا لله عز وجل، «الطَّيِّبَات»: كل طيِّبٍ من قَوْل أو عملٍ، والله عز وجل طَيِّبٌ لا يَقبَل إلا طَيِّبًا،
([1])أخرجه: البخاري رقم (6265).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد