×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

 فالطيبات من الأَقْوَال: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ [فاطر: 10] والطيبات من الصَّدَقَات «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقبَل إلا طيبًا» ([1])، «السَّلاَم عَلَيْك أيها النَّبِيّ»: يُسلِّم عَلَى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بِهَذِهِ الصيغة: «السَّلاَم عَلَيْكَ» بِلَفْظ الخِطَاب، وَلَيْسَ هَذَا كما يَظُنُّ بَعْضُ طَلَبَةِ العِلْمِ أنه لاَ يَجُوز لأنه دُعَاء لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ لَيْسَ دُعَاء، وَإِنَّمَا هُوَ استحضار لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فأنت لا تناديه وتخاطبه، وَإِنَّمَا تَستَحضِره بِذِهنِكَ وقَلبِكَ؛ ولأنه هَكَذَا وَرَدَ فنحن نَقُول ما وَرَدَ ونقف عِنْدَهُ، «ورحمة الله وبركاته»: هَذَا أَكْمَلُ التَّحِيَّة، كما وَرَدَ أن أَكْمَلَ السَّلاَمِ: «السَّلاَم عَلَيْكُم ورحمة الله وبركاته»، والمجزئ: «السَّلاَم عَلَيْك».

«السَّلاَم علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحِينَ»: هَذَا يَعُمُّ كل عَبْدٍ صالِحٍ فِي السَّمَاوَات وَالأَرْض من الحَاضِرين وغيرهم ومن الأحْيَاء والأموات، والصالح المراد به: المستقيم عَلَى طاعة الله عز وجل المُخْلِص عِبَادَته لله هَذَا هُوَ الصَّالِح، وَهَذَا فيه دَلِيل عَلَى مشروعية الدُّعَاء لِلْمُسْلِمِينَ أحْيَاءً وأمواتًا، قَالَ عز وجل: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19]، فإن المسلم لا يقتصر عَلَى نفسه بل يَدْعُو لِنَفْسِهِ ولوالديه ولإخوانه المُسْلِمِينَ، بعد ما يُسَلِّم عَلَى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَلَى نفسه وَعَلَى كل عَبْدٍ صالحٍ فِي السَّمَاوَات وَالأَرْض، ثُمَّ يأتي بِالشَّهَادَتَيْنِ «أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» أي: أُقِرُّ وَأَعْتَرِفُ أنه لا يَستحِق العِبَادَة إلا الله سُبْحَانَهُ، وأَنفِي العِبَادَةَ عَمَّا سِوَاهُ. «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ


الشرح

([1])أخرجه مسلم رقم (1015)