ثُمَّ
ينهض فِي مغربٍ ورباعيةٍ مُكبِّرًا ويُصلي البَاقِي كَذَلِكَ سِرًّا مُقتَصِرًا
عَلَى الفَاتِحَة، ثُمَّ يجلس متورِّكًا فيأتي بالتشهد الأَوَّل، ثُمَّ يَقُول: «اللهم
صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كما صليت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل
إِبْرَاهِيم إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كما
بَارَكت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إنك حميد مجيد»، وسُنَّ أن
يتعوذ فيقول: «أعوذ بالله من عَذَاب جهنم، ومن عَذَاب القبر، ومن فتنة المحيا
وَالمَمَات ومن فتنة المسيح الدَّجَّال، اللهم أعوذ بك من المأثم والمغرم».
****
وَرَسُولُهُ» فَهُوَ عَبْدٌ
لَيْسَ لَهُ من الألوهية شَيْء، وَهُوَ رَسُول من الله عز وجل، تعترف بعبوديته
وبرسالته صلى الله عليه وسلم ؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي
كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا:
عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1])، وَأَشْرَفُ ما
يَكُون الإِنْسَان أن يَكُون عبدًا لله، هُوَ عَبْدٌ عَلَى كل حَالٍ، إمَّا أن
يَكُون عَبْدًا لله أو عَبْدًا للشيطان، وَإمَّا أن يَكُون عبدًا لهواه، وَإمَّا
أن يَكُون عبدًا للدنيا، لم يَخرُج عَن العبودية شَاءَ أَمْ أَبَى؛ وَلِهَذَا
يَقُول ابْن القيم رحمه الله:
هَرَبُوا من
الرِّقِّ الَّذِي خُلِقُوا لَهُ
فَبُلُوا بِرِقِّ
النَّفْس والشيطان
فمَن عَبَدَ اللهَ
وَحْدَهُ أَعَزَّهُ وَأَكْرَمَهُ، وَمَنْ عَبَدَ غَيْرَهُ أَذَلَّهُ وَأَهَانَهُ.
قَوْله: «ثُمَّ ينهضُ فِي مغربٍ ورباعيةٍ مُكبرًا ويُصلي البَاقِي؛ كَذَلِكَ سرًّا مقتصِرًا عَلَى الفَاتِحَة» أي: إن كَانَت الصَّلاَة غير ثنائية كالمغرب والعشاء والظهر والعصر، فإنه ينهض قَائِمًا مُكبرًا تكبيرة
([1])أخرجه: البخاري رقم (3445).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد