الاِنْتِقَال، ثُمَّ يصلي بَقِيَّة صلاته
بالفاتحة فَقَط، ولا يقرأ بعدها شَيْئًا من القُرْآن، ويُسِرُّ القراءة.
قَوْله: «ثُمَّ يَجلس
متورِّكًا» أي: يجلس الجِلْسَة الأَخِيرَة، وَهُوَ الرُّكْن العَاشِر من
أَرْكَان الصَّلاَة متورِّكًا بأن يَفرش رِجلَه اليسرى، ويُخرِجها من تحته، ويَنصب
رِجْلَه اليمنى ويَجلس عَلَى مقْعَدَتِهِ فيأتي بالتشهد الأَخِير، وَهُوَ الرُّكْن
الحَادِي عشر من أَرْكَان الصَّلاَة، ويصلي عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
الصَّلاَة الإبراهيمية وَهُوَ الرُّكْن الثَّانِي عشر من أَرْكَان الصَّلاَة،
وَهِيَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،
اللَّهُمَّ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ
عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» ([1])، ثُمَّ يَدْعُو بما
تَيَسَّرَ لَهُ بعد الصَّلاَة الإبراهيمية لا سِيَّمَا الدُّعَاء الوَارِد،
وَهُوَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ
الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ» ([2]) ثُمَّ يَخْتَار من
الدُّعَاء ما شَاءَ.
وَمَعْنى «صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ» الصَّلاَة من الله الثَّنَاء عَلَى عَبْدِهِ فِي الملأ الأَعْلَى، و«آل مُحَمَّد» الآل يُطلَق وَيُرَاد به قرابة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهم الَّذِينَ تَحرُم عَلَيْهِمْ الزَّكَاة، وهم: آل عَلِيٍّ، وآل جَعْفَرٍ، وآل عقيل بني أبي طالب، وآل العَبَّاس، ويُطلَق الآل وَيُرَاد به الأَتْبَاعُ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3370)، ومسلم رقم (406).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد