×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

وتَبطُل بِدُعَاءٍ بِأَمْر الدُّنْيَا ثُمَّ يَقُول عَن يَمِينه ثُمَّ عَن يساره: «السَّلاَم عَلَيْكُم ورحمة الله»، مُرَتِّبًا مُعَرِّفًا وُجُوبًا. وامرأةٌ كَرَجُلٍ، لَكِن تَجمَع نفسها، وتَجلِس متربِّعة، أو مُسدِلةً رِجلَيْها عَن يمينها وَهُوَ أَفْضَلُ.

****

قَوْله: «وبارِك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد» تدعو لَهُم بِالبَرَكَةِ. والبركة هِيَ: ثُبُوت الخَيْر ودوامه.

قَوْله: «وتَبطُل بِدُعَاءٍ بِأَمْرِ الدُّنْيَا» أي: تَبطُل الصَّلاَةُ بِدُعَاءٍ خَاصٍّ بِالدُّنْيَا إِذا اقتَصَرَ عَلَيْهِ، أَمَّا إِذا دَعَا بما فيه خير الدُّنْيَا وَالآخِرَة فَلاَ بَأْسَ، قَالَ عز وجل: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ [البَقَرَة: 201]، بعد قَوْل الله عز وجل: ﴿فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ [البَقَرَة: 200].

قَوْله: «ثُمَّ يَقُول عَن يَمِينه ثُمَّ عَن يساره: السَّلاَم عَلَيْكُم ورحمةُ الله» أي: يُسَلِّمُ؛ لأن تَحْلِيل الصَّلاَة هُوَ التَّسْلِيم، وَهُوَ الرُّكْن الثَّالِث عشر من أَرْكَان الصَّلاَة، وَتَحْرِيمهَا هُوَ التَّكْبِير، فأنت تُسَلِّم عَن يمينك وتقول: «السَّلاَم عَلَيْكُم ورحمة الله» وعن يسارك كَذَلِكَ، فالتسليمتان ركن من أَرْكَان الصَّلاَة، أَمَّا الاِلْتِفَات عَن اليَمِين والشِّمال فَهُوَ سُنَّة.

قَوْله: «مرتِّبًا» يَعْنِي: يُرتِّب التَّسْلِيم كما وَرَدَ، ولا يَقُول: عَلَيْكُم السَّلاَم ورحمة الله.

وَقَوْله: «مُعرِّفًا وُجُوبًا» أي: يَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ: السَّلاَم، ولا يَقُول: سلام عَلَيْكُم، بل يأتي بِالأَلِفِ واللام؛ لأنه هَكَذَا وَرَدَ.

والركن الرَّابِع عشر من أَرْكَان الصَّلاَة، وَهُوَ الطُّمَأْنِينَة فِي جَمِيع الأَرْكَان.


الشرح