الأَوَّل: لاَ بُدَّ أن
تكبِّر تكبيرة الإِحْرَام وأنت قَائِمٌ، ثُمَّ تَنحَنِي راكعًا مَعَ الإِمَام،
ويُستَحَب أن تُكبِّر تكبيرة الاِنْتِقَال، وَهِيَ فِي هَذَا المَوْضِع سُنَّة إن
أَتَيْتَ بها فَهَذَا أَحْسَنُ.
الثَّانِي: أن لا
تَشُكَّ هَل أَدْرَكْتَهُ أم لا، فَإِذَا وَصَلَتْ يداكَ إِلَى ركبتيك مُنحَنِيًا
قبل أن يَرفَعَ الإِمَامُ رَأْسَهُ فقد أَدْرَكتَ الرُّكُوعَ، أَمَّا إن رَفَعَ
رأسه قبل أن تَصِلَ يداكَ إِلَى ركبتيك فقد فَاتَكَ الرُّكُوعُ.
قَوْله: «وَمَا أَدْرَكَ
مَعَهُ آخِرُهَا، وَمَا يَقضِيهِ أَوَّلُهَا» أي: ما أَدْرَكْتَهُ مَعَ
الإِمَام فَهُوَ آخِرُ صَلاَتِكَ، وَمَا تَقْضِيهِ أَوَّلُهَا، هَذَا قَوْلٌ.
وَالقَوْل الثَّانِي: أن ما تُدرِكُه مَعَ الإِمَام هُوَ أَوَّلُ صلاتك وَمَا تَقضِيهِ هُوَ آخِرُهَا، وهذا هُوَ الصَّحِيح، لِقَوْلِهِ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الإِْقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَلاَ تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» ([1])، فَقَوْلُهُ: «أَتِمُّوا» دَلِيل عَلَى أن ما تأتي به هُوَ إِتْمَام الصَّلاَة وأن ما أَدْرَكْتَهُ هُوَ أَوَّلُ الصَّلاَة، ورِوَايَة: «فَاقْضُوا» ([2]) يُجَابُ عَنْهَا: أن القَضَاء يُطلَق بِمَعْنَى الأَدَاء كقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103] يَعْنِي: انتهيتم وفرغتم مِنْهَا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (908)، ومسلم رقم (602).
الصفحة 7 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد