يَخرُجون لصلاة
الاِسْتِسْقَاء، كما خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم متواضعًا متخشعًا
متذللاً لربه عز وجل ([1]).
قَوْله: «متذللاً
متضرعًا متنظفًا لا مطيبًا» أي يتنظف فِي بدنه وثيابه لأجل الاِجْتِمَاع، لَكِن لا
يتطيب، ولا يتزين؛ لأن هَذَا وقت حَاجَة وإظهار مسكنة وفقر بَين يدي الله عز وجل،
حَتَّى ولو كَانَ غنيًّا أو مَلِكًا أو أميرًا يَقدِر عَلَى التزين بِالثِّيَابِ
والتجمل.
قَوْله: «ومعه أهل
الدِّين والصلاح والشيوخ» أي يَخرُج بصحبة هَؤُلاَءِ؛ لأَِنَّهُم أَقْرَبُ إِلَى
إِجَابَة الدَّعْوَة، والشيوخ هُم كبار السِّنِّ؛ لأَِنَّهُم أَحْرَى بقبول
الدُّعَاء.
قَوْله: «ومُمَيِّز
الصِّبيان» وَكَذَلِكَ يَخرُجون بالمُمَيِّزِين من الصِّبيان؛ لأَِنَّهُم لَيْسَ
لَهُم ذنُوب، فأحرى أن يَكُون دُعَاؤُهُم مستجابًا.
قَوْله: «فيصلِّي ثُمَّ يَخطب وَاحِدَة يَفْتَتِحهَا بِالتَّكْبِيرِ كخطبة عيد» صلاة الاِسْتِسْقَاء كصلاة العِيد فِي تَقْدِيم الصَّلاَة، وتأخير الخطْبَة، هَذِهِ هِيَ السُّنَّة الَّتِي عَلَيْهَا أَكْثَر أهل العِلْم، «ثُمَّ يَخطب وَاحِدَة» أي خطبة وَاحِدَة، لأنه لم يَرِدْ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فِي الاِسْتِسْقَاء إلا خطبة وَاحِدَة؛ «يَفْتَتِحهَا بِالتَّكْبِيرِ كخطبة عيد» أي يَفتتح صلاة الاِسْتِسْقَاء بِالتَّكْبِيرَاتِ الزَّوَائِد، ويفتتح خطبتها بِالتَّكْبِيرِ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم صَنَعَ فِي الاِسْتِسْقَاء كما صَنَعَ فِي صلاة العِيد.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1165)، والترمذي رقم (558)، وأحمد رقم (2423).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد