قَوْله: «ويُكثِر
فِيهَا الاِسْتِغْفَار، وقراءة الآيَات الَّتِي فِيهَا الأَمْر به» أي يُكثِر فِي خطبة
الاِسْتِسْقَاء من الاِسْتِغْفَار؛ لأَِنَّهُم ما مُنِعُوا القطر إلا بِسَبَب
الذّنُوب، والحاضرون يُؤَمِّنُون ويَستَغفِرون مَعَهُ، ويُكثِر من قراءة الآيَات
الَّتِي فِيهَا الأَمْر بِالاِسْتِغْفَارِ، لِيُذَكِّرهم أن يتوبوا إِلَى الله عز
وجل، مِثْل قَوْل نُوح عليه السلام: ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ
ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا﴾ [نوح: 10-11]، وَقَوْل هُود عليه السلام: ﴿وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ
رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا﴾ [هود: 52].
قَوْله: «ويَرفَع
يَدَيْهِ» مَعَ الدُّعَاء؛ لأن ذَلِكَ من أسباب الإِجَابَة واقتداء النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم.
قَوْله: «وظهورهما
نحو السَّمَاء» أي يَجعل ظُهُور كَفَّيْهِ نحو السَّمَاء وَهَذَا ورد فِي الحَدِيث ([1])، وَلَكِن الصَّحِيح
أنه يُبالِغ فِي الرَّفْع حَتَّى يُخيَّل إِلَى مَن يراه أنه قَلَبَ يَدَيْهِ من
شدة الرَّفْع، كَانَ صلى الله عليه وسلم يَرفَع يَدَيْهِ فِي دُعَاء
الاِسْتِسْقَاء حَتَّى يُرى بَيَاضُ إِبِطَيْهِ صلى الله عليه وسلم ([2]).
قَوْله: «فيدعو بِدُعَاء النَّبِيّ، ومنه: اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا... إِلَى آخِرِهِ»، بعد الاِسْتِغْفَار وقراءة الآيَات الَّتِي فِيهَا الاِسْتِغْفَار يَدْعُو بِدُعَاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي الاِسْتِسْقَاء، ومنه: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ...» ([3]) إِلَى بَقِيَّة الدُّعَاء الَّذِي وَرَدَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه أَحْرَى بِالإِجَابَةِ،
([1])أخرجه: مسلم رقم (895).
الصفحة 3 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد