إلا إِذا كَانَ المريض يَرغَبُ أنك تَقعُدُ
عِنْدَهُ وتُؤنِسُهُ، وتَفتَح لَهُ بَاب الأَمَل بالله عز وجل، وحُسْنَ الظَّنِّ
بالله، فإن الكَلاَم الطَّيِّبَ يُؤثِّر فِي نَفسِيَّتِه، خِلاَف القنوط واليأس
فإنه يُضيِّق عَلَى المريض، ولو رَأَيْتَه فِي حَالٍ حَرِجَةٍ، ورَأَيْتَهُ فِي
مرضٍ شديدٍ فإنك تُخفِّف عَنه وطأةَ المرض، وتقول لَهُ: أَحْسِنِ الظَّنَّ بالله
واللهُ قَرِيبٌ مجيبٌ، وَكَمْ مِن مريضٍ شَفَاهُ الله، وَكَذَلِكَ لا تَزُرْهُ
كُلَّ يَوْم إِنَّمَا تَزُورُه يَوْمًا بعد يَوْم، إلا إِذا كَانَ يَرْغَبُ
ذَلِكَ، كَذَلِكَ تُذَكِّرُهُ بالوصية، وتقول لَهُ: الوصية مُستَحَبَّة،
ولو أن الإِنْسَان صَحِيحٌ وقَوِيٌّ فالوصية مُستَحَبَّةٌ، ولا تُقَرِّب أَجَلاً
ولا تُبَعِّد أَجَلاً، وَالوَصِيَّة عَلَى قِسْمَيْنِ:
وصية واجبة: وَهِيَ ما إِذا
كَانَ عَلَيْهِ ديونٌ لِلنَّاسِ، أو عِنْدَهُ أماناتٌ وودائعُ غير مكتوبة أو غير
مُوَثَّقة، فيَكتُب ما لَهُ وَمَا عَلَيْهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَا
حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُرِيدُ أَنْ يُوصِيَ فِيهِ يَبِيتُ
لَيْلَتَيْنِ، إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ» ([1])، قَالَ ابْن عمر
رضي الله عنهما راوي الحَدِيث: «مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ إِلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي» ([2]).
أَمَّا الوصية المُستَحَبَّة: فَهِيَ أن يُوصِيَ بِشَيْءٍ مِن مَالِهِ فِي سَبِيل البِرِّ وَالإِحْسَان لِيَجْرِيَ نَفْعُهُ عَلَيْهِ بعد مَوْته، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([3])، وَالصَّدَقَة الجَارِيَة: يُرَاد بها الوَقْفُ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2738)، ومسلم رقم (1627).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد